في مقاله "الماضي والموروث والحاضر والمتحول"، المنشور في "وجهات نظر" يوم الخميس 19-8-2010، يشن السيد يسين على"الماضي" حرباً شعواء (متأثراً بكراهية أهل الغرب لماضيهم الوسيط، الذي كان "مظلماً" مشيناً بينما كان ماضي أمتنا "زاهراً" مشرفاً)، ويأخذ على النخب والجماهير العربية "تشبثهم بقيم الماضي". ونحن نتساءل: هل يمكن (مثلاً) أن يستغني الطبيب عن دراسة ماضي المرض عند زائره كي يصف الدواء الناجع، وأن يستغني لاعب الكرة عن الرجوع إلى الخلف كي يضرب الكرة بقوة أكبر ودقة أكثر، وأن يستغني المحامي عن دراسة القضايا السابقة في القضاء كي يكسب قضيته، وأن يستغني المخططون عن دراسة ماضي (وحاضر) الظواهر الاقتصادية والاجتماعية كي يخططوا لمستقبل أفضل. وهل يعقل أن تعتبر قيم رجال مثل لقمان الحكيم وسقراط "أدنى" من قيم رجال مثل هتلر وبينوشيه وجورج دبليو بوش، لمجرد أن الأولين من الماضي والآخرين من العصر الحديث؟ ولماذا ندرس التاريخ إذا لم نكن على استعداد لأن نأخذ منه العبر؟ وهل جاءت الحضارة الغربية المتقدمة من فراغ، أم من العودة إلى التراثين اليوناني والروماني والأخلاق المسيحية؟ ثم إننا نذكّر بالمثل الروسي "أفضل الجديد قديم منسي". عبدالوهاب المصري- دمشق