قد تبدو قافلة عربات الخيول هذه طويلة بعض الشيء، وربما تمتد مسافة أبعد بكثير من مدى حد الصورة، ولكنها مع ذلك تبقى مجرد كوكبة صغيرة ضمن دفق لا ينقطع من قوافل العشابين والحطابين القرويين العاملين هنا في قرى "كامبونج كامالانج" بولاية كاندال الكمبودية. وفي بلاد تستقطب الأنشطة الزراعية والفلاحية 59 في المئة من سكانها، يعد مثل هذا المنظر عاديّاً جداً. ولكن غير العادي هو استنزاف الثروة الغابية في كمبوديا بما لذلك من تداعيات بيئية سلبية جداً، حيث شهدت أحد أعلى معدلات إزالة الغابات في العالم. فمنذ عام 1969، انخفض غطاء الغابات المطيرة الرئيسي في كمبوديا من 70 في المئة إلى 3.1 في المئة فقط في عام 2007. وفي المجمل، فقد خسرت كمبوديا 25 ألف كلم مربع من الغابات بين عامي 1990- 2005. ولذلك فإن قوافل القرويين العائدين بعربات محملة بالعشب والحطب بهدف توفير الأعلاف للحيوان، وحطب الموقد للإنسان، ما هي سوى صورة مصغرة لعملية استنفاد أوسع للغطاء النباتي، والمقدرات البيئية، بعد أن دخلت على الخط تجارة الأخشاب والصناعات ذات الصلة، وبطريقة يحكمها منطق السوق والربح، لا منطق الترشيد والحفاظ على البيئة.