مع أهمية ذلك الطرح الوارد في مقال: "حوار الثقافات العربية" للدكتور أحمد عبدالملك، إلا أنني لم أفهم دواعي حديثه عن وجود ثقافات عربية متعددة، إذ إن الثقافة العربية واحدة وليست ثقافات متعددة. وإذا كان الكاتب يقصد وجود نوع من تعددية الثراء والتنوع داخل الثقافة العربية الواحدة، بحيث يتميز كل مجتمع عربي بنوع من الخصوصية الثقافية المحلية فهذه ظاهر ثقافية موجودة وقائمة، وليست خاصة بالثقافة العربية وحدها، ولكن ذلك لا يعني وجود ثقافات عربية عديدة، كل واحدة منها قائمة بذاتها ومنفصلة عن الأخرى. وفي نظري أن وحدة الثقافة العربية ينبغي أن تكون محل اهتمام وإجماع من قبل العرب جميعاً، لأن آخر ما تبقى لنا نحن العرب من الأطر الجامعة لهويتنا التاريخية والحضارية هو وحدتنا اللغوية والثقافية تحديداً، التي ينبغي ألا نفرط فيها، أو نقبل التشكيك فيها، تحت أية لافتة، ولا بأية طريقة. محمود عبدالله - أبوظبي