لا أستبعد أن يتحقق ما ذكره مقال الكاتب عبدالله عبيد حسن: "كوبيك على خطى فرنسا"، من احتمال استصدار سلطات تلك المقاطعة الكندية تدابير وتشريعات ضد النقاب، وذلك لأن مكافحة النقاب والحجاب والمآذن وأخيراً الحديث عن منع بناء مسجد من الأساس، كل هذا أصبح الحديث عنه موضة ملفتة خلال الفترة الأخيرة في المجتمعات الغربية. والمفارقة الكبرى هنا هي أن بعض المجتمعات الغربية لطالما صدَّعت رؤوس الناس في العالم الثالث بالتنظير والتفلسف والتبجح وإلقاء الدروس المجانية حول حرية التدين وحرية التعبير وحقوق الإنسان، وحتى حقوق الحيوان، إلى آخر ما هنالك . والآن نرى المجتمعات الغربية تستعيد عقلية محاكم التفتيش وتفكر في تحويل بعض رجال السلطة العمومية إلى مراقبين يذرعون الشوارع بهدف مراقبة النساء عابرات السبيل، ولا حاجة طبعاً للتذكير بأن ممارسات كهذه إنما تعبر عن صعود تيارات يمينية متطرفة في المجتمعات الغربية، ولا تعبر أبداً عن روح الديمقراطية والحرية، لأن الديمقراطية والحرية شيء أكبر من هذا بكثير. عادل إبراهيم - بيروت