لعل من يقرأ مقال د. حسن حنفي: "أدب السجال وفن المناظرة" يستعيد معه أجواء التعددية الفكرية والثراء المعرفي في أزهى عصور الحضارة العربية، حيث كان منطق الحجة هو الحكم بين المختلفين في الرأي، وأصحاب التوجهات والمذاهب والنظريات المتباينة، دون أن يسعى أي منهم لمصادرة رأي غيره أو فرض رأيه عليه. وقد سجل لنا أبو حيان التوحيدي في كتابيه "المقابسات" و"الإمتاع والمؤانسة" بعض أروع تلك المناظرات المعرفية التي ما يزال معظم ما فيها من معارف ونظريات صالحاً لزماننا هذا. وأما التجربة الفكرية نفسها كتقليد في الحوار وكممارسة لترشيد الاختلاف فصالحة لمعظم الأزمنة والأمكنة، ونحن العرب والمسلمين أحوج ما نكون إلى مثلها اليوم. مصطفى عبد الله - الرياض