أتفق مع معظم ما ورد في مقال د. عبدالله العوضي: "مباشرة... غير مباشرة"، وخاصة تأكيده على ضرورة بذل كل ما يلزم من جهد دولي للتوصل إلى تسوية لصراع الشرق الأوسط. كما كشف المقال أيضاً عن حقيقة بعض المناورات الكيدية التي يفتعلها نتنياهو للتهرب من استحقاقات عملية السلام، وآخرها التبسيط المخل المتمثل في الزعم بأن زيارة "مجاملة" من هذا الطرف إلى ذلك يمكن أن تؤدي إلى حل سحري شامل لكل هذا الصراع المرير، الطويل العريض، الذي بلغ الآن من العمر أكثر من ستة عقود من الزمن. ولاشك أن ما لم يقله نتنياهو صراحة بعظمة لسانه هو ما يقوله جهاراً نهاراً بأفعاله على الأرض. إنه يريد شراء الوقت، وتشتيت اهتمام المجتمع الدولي بسياسة القفز على الحبال، والتزحلق على أطراف الكلمات المائعة، حتى يستكمل ابتلاع الضفة الغربية كاملة، من خلال حركة استيطان مسعورة، ومنظمات استيطان متطرفة وموتورة، وجدار فصل كالأفعى يتمدد كل يوم ملتهماً في طريقه الأخضر واليابس، وبعد ذلك يضع نتنياهو بتصريحاته الماكرة عربة التسويف أمام حصان التسوية. ويتبع مع الفلسطينيين تكتيك: "ضربني وبكى... وسبقني واشتكى"! عزيز خميّس - تونس