لاشك أن مقال: "مشروعُ قضْم تاريخي" الذي كتبه هنا الدكتور طيب تيزيني كشف جوانب مهمة من محاولات بعض الدول الإقليمية غير العربية إيجاد مواقع قدم وملفات تأثير لها ضمن مجالات النظام الإقليمي العربي، وذلك من خلال مساعٍ تعتبرها تلك الدول مشاريع إقليمية، وهي في الواقع مشاريع تدخل وتتغلغل في شؤون الوطن العربي الداخلية. ولكن قبل أن نلوم الآخرين على سعيهم لإيجاد موطئ قدم في نظامنا الإقليمي العربي علينا أن نسد الفراغات التي تنفذ منها أصلاً تلك التدخلات الخارجية. فمن المعروف أن السياسة الدولية مثل الطبيعة تكره الفراغ، لأن وجوده يفتح شهية التدخل والهيمنة لدى مختلف اللاعبين الدوليين. ولو قوَّينا نحن العرب أطر عملنا المشترك، ووحدنا صفوفنا، فلن يجد الآخرون فراغاً ينفذون منه إلى شؤون نظامنا الخاص، هذا ما يقوله منطق السياسة، ومنطق الطبيعة أيضاً. عز الدين يونس - أبوظبي