إغاثة باكستان مهمة عاجلة...ودلالات السجال حول مسجد مانهاتن مطلوب الإسراع في مد يد العون الدولي لباكستان، وأسباب تأجيج السجال حول مسجد مانهاتن، وكيفية التعافي من تداعيات أزمة التلوث في خليج المكسيك، ودواعي التحقيق في جرائم ضد الإنسانية ارتكبها عسكر بورما....موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. مساعدة باكستان تحت عنوان "أفعلوا المزيد من أجل باكستان"، نشرت "لوس أنجلوس تايمز" يوم الأربعاء الماضي افتتاحية، استنتجت خلالها أن المعونة الأميركية لباكستان تصب في مصلحة واشنطن وفي الوقت نفسه في صالح منكوبي الفيضانات. الصحيفة انتقدت بطء الاستجابة لكارثة الفيضانات الباكستانية، وذلك مقارنة بزلزال هايتي الذي وقع العام الماضي أو المد البحري الزلزالي "تسونامي" الذي ضرب جنوب شرق آسيا عام 2004. الصحيفة ترى ضرورة التعامل مع الكارثة الباكستانية باعتبارها لا تقل خطورة عن الكارثتين المشار إليهما...ففي بلد يعاني منذ نشأته عام 1947 من كوارث سياسية وطبيعية، تأتي هذه المحنة لتصبح الأسوأ في تاريخ البلاد، حيث خمس مساحة البلاد تغمرها المياه، وبات 20 مليون نسمة مشردين بلا مواد غذائية أو مأوى، ناهيك عن تدمير 300 طريق سريع وجسر وتبديد محاصيل ملايين الأفدنة، وفي غضون ذلك يتواصل هطول الأمطار، وتتسع المساحات التي طالتها الفيضانات مما يعقد جهود الإغاثة. الأمين العام للأمم المتحدة أشار إلى أن باكستان تحتاج إلى نصف مليار دولار، لتمويل صندوق عاجل للإغاثة، لكن حتى الآن لم يتم جمع سوى 76 مليون دولار من الولايات المتحدة. وحسب الصحيفة ينبغي على الحكومة الأميركية وغيرها من الحكومات زيادة حجم مساعدتها لإسلام آباد، وعلى الأفراد، أو المتبرعين من الأفراد المساهمة في تلك الجهود، مثلما فعلوا مع هايتي وضحايا تسونامي. الولايات المتحدة تعرف كيفية المساعدة على التعافي من الكارثة، وأمامها فرصة لكسب أصدقاء باكستانيين، ومن ثم تحسين صورتها، أو بالأحرى صورة الغرب على حد قول الصحيفة. التهديد المتمثل في احتمال وقوع مجاعة وانتشار الأوبئة كبير بينما الحكومة المنتخبة في باكستان النووية، ضعيفة. كما أن الاستجابة بطريقة غير كفوؤة للكارثة قد يؤجج الاستياء الشعبي، ومن ثم إرسال المساعدات الأميركية انطلاقاً من بعد إنساني يعد استجابة ذكية كونه سيعزز من قدرة الحكومة الباكستانية على مساعدة شعبها، أي إنقاذ حياة الناس وفي الوقت ذاته ضمان استقرار هذه الحكومة...وكل ما سبق ليس مصلحة باكستانية فقط، بل من مصلحة أميركا أيضاً... مسجد "جراوند زيرو" خصصت "كريستيان ساينس مونيتور" افتتاحيتها يوم الثلاثاء الماضي لرصد بعض جوانب السجال الدائر حول بناء مركز إسلامي بالقرب من موقع برجي مركز التجارة العالمي. الصحيفة استنتجت أن مشروع بناء المركز الإسلامي وقع في فخ قوى أكبر بكثير من المشروع نفسه، كما أن كل الأطراف المنخرطة في هذا السجال عليها أن تقرأ جيداً الخطاب الذي ألقاه أوباما في جامعة القاهرة عام 2009 حول العلاقات الأميركية- الإسلامية. السجال لم يركّز على الهدف من إنشاء المركز، وهو أن يكون مركزا ثقافياً إسلامياً...لكن تتساءل الصحيفة: هل يستطيع المشروع الهروب من المشكلات والتركيز على هدفه كمكان للسلام بين الأديان؟ ثمة قوى تقف وراء سجال مفعم بالتناقضات، أولاها الألم الذي أصاب الولايات المتحدة وطناً وأفراداً جراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي نُفذت باسم الإسلام. ثانيها: النظرة السلبية العامة لدى الأميركيين تجاه الإسلام، وضمن هذا الإطار، أسفر استطلاع للرأي أجراه معهد جالوب في يناير الماضي عن نتيجة مفادها أن 34 في المئة من الأميركيين يشعرون ببعض التحامل على الإسلام، كما أن ثلث الأميركيين لا يفضلون الإسلام على الإطلاق. الصحيفة تقول ثمة إغراء يتمثل في وسم المسلمين كافة بأنهم غير متسامحين وعنيفين، وللأسف لم يفعل العالم الإسلامي ما يكفي لدحض هذه الصورة النمطية. والتقرير السنوي الصادر عن اللجنة الأميركية للحرية الدولية للأديان يتضمن ملاحظات على بعض الدول الإسلامية في ما يخص التسامح والحرية الدينية. أما القوة الثالثة التي أججت سجال مسجد "جراوند زيرو"، فمصدرها الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) حيث تصاعد التوتر السياسي بينهما قبيل انتخابات التجديد النصفي، وقبيل انتخابات 2010 الرئاسية. الصحيفة تقول إن أوباما أيد الحق الدستوري الذي يسمح ببناء المركز الإسلامي، والذي يعكس التزاماً أميركياً لا يتزعزع بحرية الأديان. وربما دفع موقف أوباما "كارلوس بالادينو" المرشح "الجمهوري" لمنصب حاكم نيويورك، الذي قال "إن المسجد المقرر بنائه ليس أمراً يتعلق بحرية الأديان كما يزعم أوباما، بل يتعلق بأيديولوجية القتل التي كانت وراء هجمات تعرضت لها البلاد وجعلت قواتنا تحارب كل يوم في الشرق الأوسط". الدول الإسلامية- حسب الصحيفة- عليها تعزيز التسامح والالتزام بمعاقبة من يرتكب عنفاً دينياً وتمييزاً باسم الدين، وبالنسبة للأميركيين فبمقدورهم التغلب على كراهيتهم من خلال التمييز ما بين الأشخاص، الذين مارسوا القتل باسم الإسلام وبين من يروج لتعاليمه السمحة. وعليهم أيضاً التعرف على ثاني أكبر دين في العالم، ومدى تنوع اتباعه، ففيصل عبدالرؤوف الإمام الذي يقف وراء بناء مسجد مانهاتن صوفي ينتمي لتيار إسلامي يقوم على المصالحة. أزمة لم تنته في افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي، تساءلت "نيويورك تايمز": هل انتهت أزمة خليج المكسيك؟ الإجابة في كلمة واحدة "لا". قد يوجد بعض التقدم، خاصة وأن بعض العلماء يناقشون ما يرونه من إدعاءات البيت الأبيض المتمثلة في أن ثلاثة أرباع البقعة النفطية قد تم التخلص منها، بوسائل شتى من بينها الميكروبات التي تتغذى على النفط. الصحيفة تقول إنه لا يزال ثمة قلق، فمن بين خمسة ملايين برميل نفط، يوجد على الأقل مليون برميل لم تتم إزالتها، ولا يزال هناك 700 ميل من الشواطئ معرضة للخطر، كما أن حجم الخسارة الناجمة عن التسرب النفطي، وأيضاً التعويض الذي ستدفعه "بريتش بيتروليوم"، لن يتم معرفتهما إلا بعدما يقول العلماء كلمتهم وتبتُ المحاكم في الأمر. الصحيفة لفتت الانتباه إلى أن مشكلة دلتا نهر المسيسبي، حيث أن أوباما تعهد بتنفيذ خطة طويلة الأجل لاستعادة الجمال النادر لهذه المنطقة، علماً بأن التكلفة المتوقعة لتحقيق ما يأمل فيه الرئيس الأميركي يصل إلى 60 مليار دولار. نسبة كبيرة من هذا المبلغ ستتكفل بها بريتش ييتروليوم، التي ألزمت نفسها بتحمل أية أضرار مباشرة لحقت بالموارد الطبيعية في خليج المكسيك. لكن الهدف يجب أن يكون استخدام التعويضات في تعزيز أوسع للنظام البيئي في المنطقة. تحقيقات بورما في افتتاحيتها ليوم أمس، وتحت عنوان "لماذا تكتسى تحقيقات الأمم المتحدة الخاصة ببورما..أهمية"، رأت "واشنطن بوست" أن الأدلة الخاصة بتورط عسكر بورما في جرائم تتراكم منذ سنوات طويلة، فآلاف الفتيات والنساء قد تم اغتصابهن ضمن تكتيكات الحرب التي يشنها الجيش البورمي، كما أن الأطفال قد تم إجبارهم على العمل كعتالين مع الميليشيات المسلحة، وخلال السنوات الأخيرة أُحرقت 3500 قرية، وأُجبر الملايين على ترك ديارهم....كل هذه الأفعال تُعد جرائم ضد الإنسانية ارتكبها جنرالات يحكمون هذا البلد الجنوب شرق آسيوي البالغ عدد سكانه 50 مليون نسمة. الآن وبعد إقرارها دعم لجنة أممية للتحقيق في تلك الانتهاكات، تكون إدارة أوباما قد اعترفت بكم الأدلة وبالحاجة العاجلة لمحاسبة جنرالات بورما المتورطين في ارتكاب هذه الجرائم. إعداد: طه حسيب