بعدما دمر المحتلون كوخه البسيط هنا في قرية "العقارب" بصحراء النقب، ووجد أفراد أسرته أنفسهم فجأة في العراء الطلق، لم تترك قساوة الظروف الصعبة وتكاليف الحياة الكثيرة خياراً آخر أمام هذا الفلسطيني سوى البحث وسط كومة كوخه المدمر عن كل ما قد يفيد في إعادة ترميمه، أو حتى إنشاء كوخ آخر جديد، من الصفر، ولذلك راح يستخرج ما تيسر من أعمدة خشب وأردية وأغطية. وفي حين يستظل طفله الصغير تحت لوح من صاج "الألمونيوم" المضلع، تنتظر نساء العائلة أيضاً هناك على الطرف الآخر من كومة حطام ما كان حتى قبل ساعة كوخاً يؤوي الجميع. يذكر أن هذه هي رابع مرة تحضر فيها قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى قرية "العقارب" البدوية في منطقة النقب بهدف تدميرها وتسوية بيوتها وأكواخها بالأرض، حيث يعيث جنود الاحتلال فساداً في كل شيء، ويدمرون جميع المقتنيات والمحتويات داخل بيوت القرية، وفي كل مرة يعيد الأهالي أيضاً بناء قريتهم، مؤكدين تمسكهم الراسخ بأرضهم، ورفضهم القاطع لمساعي الاحتلال لتهجيرهم منها بزعم ضمهم إلى قرية "راحات" البدوية القريبة.