"تقاعس المانحين" يعقد محنة باكستان... واقتصاد الصين يتجاوز اليابان ------- فيضانات باكستان، ومقترح بناء مسجد في مانهاتن، وتجاوز الصين لليابان كثاني اقتصاد عالمي، وتخوفات في طوكيو من ركود آخر... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية. -------- محنة باكستان ضمن افتتاحية لصحيفة "تورونتو ستار" سلطت الضوء على كارثة السيول والفيضانات التي اجتاحت مناطق واسعة من شمال باكستان جراء أمطار المانسون. كارثة أثرت في حوالي 20 مليون نسمة، حيث غمرت المياه آلاف القرى، وأتت على المحاصيل الزراعية، وشردت 8 ملايين شخص، من بينهم 3.5 مليون طفل، يحتاجون اليوم إلى المأوى والماء والغذاء والدواء. وانتقدت الصحيفة تأخر المساعدات الإنسانية الدولية؛ ذلك أنه على رغم حاجة المنكوبين الماسة للمساعدات وتهديد الأمراض كالإسهال والكوليرا وغيرهما من الأوبئة، إلا أن العالم تأخر في مساعدة حكومة الرئيس زرداري الديمقراطية على التعاطي مع هذا التحدي الجسيم. وقد قدمت المساعدات الإنسانية من طرف دول عديدة من ضمنها الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان قدمتا على التوالي 75 مليون دولار و40 مليون دولار حتى الآن؛ ولكن هذا لا يمثل سوى جزء يسير فقط من مليارات الدولارات من المساعدات التي جمعت للهايتيين والكشميريين عقب الزلزال وللضحايا الآسيويين بعد كارثة تسونامي، كما تقول الصحيفة، التي اعتبرت في هذا الصدد أن تعهد رئيس الوزراء الكندي ستيفان هاربر بـ33 مليون دولار لمساعدة ضحايا الفيضانات في باكستان "جاء متأخراً"، ولكنه يظل "مرحباً به مع ذلك". وعزت تقاعس وتأخر عدد من أعضاء المجتمع الدولي في مد يد العون لباكستان في هذه المحنة إلى "تعب المانحين"، ضمن أسباب أخرى عديدة بعضها خاص بباكستان نفسها. ولكن على رغم كل شيء، تقول الصحيفة، تظل باكستان "حليفاً استراتيجيّاً" يستحق دعم الغرب في الحصول على 6 مليارات دولار للتعاطي مع هذه الكارثة وإعادة الإعمار. مسجد مانهاتن صحيفة "لو سوار" البلجيكية أفردت افتتاحية للتعليق على الجدل المتواصل في الولايات المتحدة حول بناء مسجد ومركز إسلامي غير بعيد عن "جراوند زيرو"، وهو موقع برجي مركز التجارة العالمي المدمرين في نيويورك، معتبرة أن الجدل الذي أثير حول الموضوع لا علاقة له بقرب أو بعد موقع المسجد المقترح من "جراوند زيرو"، لأن بعض المتطرفين باتوا لا يرغبون أصلاً في رؤية منشأة من هذا النوع، سواء في مانهاتن، أو في مكان آخر من نيويورك، أو أي مكان من البلاد. وتلفت الصحيفة إلى أن الانطواء على الذات الذي تعرفه أميركا حاليّاً ليس هو الأول من نوعه، مشيرة إلى أن مسألة قبول الإسلام -الذي يخلطه البعض متعمداً مع الإرهاب، سواء نتيجة كسل ثقافي أو جهل، أو لإرادة سياسية- أضيفت إليها مسألة المهاجرين المكسيكيين غير الشرعيين، التي انطلقت شرارتها من ولاية أريزونا. فوراء لواء "حفلة الشاي"، تتابع الصحيفة، يقف جزء من أميركا متعطش للصفاء، والعودة إلى الأصل، وانبعاث ماض أسطوري. وهذا الجزء من أميركا كان موجوداً دائماً، ولكنه صُعق بظهور باراك "حسين" أوباما قبل عامين. وفي هذا السياق، فإن أوباما قلق على بعد ثلاثة أشهر من الانتخابات المقبلة؛ ذلك أن أصوله متعددة الثقافات ودعواته إلى انفتاح أكبر لأميركا حوَّلته إلى "المشتبه فيه الأول". وفي ختام افتتاحيتها، رأت الصحيفة أن بناء مكان لعبادة المسلمين في مثل هذا لموقع ليس عاديّاً وأنه ينبغي أخذ تحفظات واعتراضات أسر الضحايا في عين الاعتبار؛ ولكنها رأت أنه ليس لدى أوباما، إن كان يرغب في أن يبقى وفيّاً لمبادئه وللحقيقة، خيار غير الدفاع عن فكرة مركز منفتح ومتسامح يسمح لنيويورك والولايات المتحدة بإظهار أنهما مستعدتان لتجاوز كافة أشكال التعصب والانغلاق. صعود الصين علقت افتتاحية لصحيفة "تشاينا ديلي" الصينية على تجاوز الصين لليابان خلال الربع الثاني من هذا العام كثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة. وقالت في هذا الإطار إنها ليست مفاجأة كون الاقتصاد الصيني، الذي كان ينمو بحوالي 10 في المئة سنويّاً منذ أكثر من ثلاثة عقود، تسلق سلم الاقتصاد العالمي في وقت ما زالت تكافح فيه اقتصادات كبيرة أخرى من أجل الخروج من تداعيات الأزمة المالية العالمية الأخيرة، معتبرة أن ازدياد قوة اقتصاد رئيسي ينمو بسرعة يشكل بكل تأكيد دفعة للاقتصاد العالمي، الذي ما زال يحاول إيجاد موطئ قدم صلب له بعد أسوأ أزمة مالية عالمية منذ أكثر من نصف قرن. ولكن الصحيفة شددت في الوقت نفسه على ضرورة ألا يتوقع المجتمع الدولي الكثير من "اقتصاد نامٍ ما زال فقيراً نسبيّاً من حيث نصيب الفرد في الناتج الداخلي الخام". فمن جهة، تقول الصحيفة، أصبحت الصين محركاً رئيسيّاً للنمو العالمي حيث حلت محل الولايات المتحدة كأكبر سوق للسيارات في العالم وتجاوزت ألمانيا كأكبر مصدِّر في العالم العام الماضي. ولكن من جهة أخرى، ما زال دخل الفرد في الصين، التي تعد أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان، عُشر نظيره في الاقتصادات الأكبر الأخرى، لتحتل بذلك المرتبة المئة في العالم. ثم ختمت الصحيفة بالقول إن على من يتوقعون من الصين أن تتحمل مسؤوليات دولية أكبر فقط نظراً لحجم اقتصادها أن يتأملوا جيداً تحديات التنمية الضخمة التي ما زالت تواجهها البلاد. "مخاوف من ركود آخر" تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء وفيها رسمت صورة قاتمة لحال الاقتصاد الياباني مستندة في ذلك إلى عدد من المؤشرات، ومنها انخفاض معدل نمو الناتج الداخلي الخام خلال ربع أبريل- يونيو مقارنة مع الربعين السابقين، إضافة إلى استمرار قيمة "الين" الياباني مقارنة مع الدولار الأميركي عند المستوى المرتفع ذاته تقريباً الذي كان سائداً قبل 15 عاماً، مما يضر بآفاق الشركات المصدِّرة. وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى استطلاع حديث للرأي أجرته وكالة "كيودو" للأنباء شمل 107 من كبريات الشركات اليابانية أظهر أن 80 في المئة من هذه الشركات تتوقع تدهور الاقتصاد الياباني في الربع المقبل أو خلال الربع الأول من 2011. الصحيفة أشارت إلى أن الأنشطة الاقتصادية في ربع (أبريل- يونيو) كانت مدعومة من قبل الصادرات، التي ارتفعت بـ5.9 في المئة مقارنة مع الربع السابق. ولكنها اعتبرت أن آفاق انتعاش اقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا تظل ضعيفة، مرجحة تراجع الصادرات اليابانية إلى الولايات المتحدة وأوروبا والاقتصادات الناشئة. وفي ختام افتتاحيتها اعتبرت الصحيفة أن المشكلة تكمن في كون الحكومة بطيئة في الرد على هذا الوضع المقلق والبنك المركزي لا يبدو أنه واع بحجم الأزمة، مشددة على ضرورة أن يتخذا التدابير المالية والنقدية اللازمة لتلافي تباطؤ آخر في الاقتصاد. إعداد: محمد وقيف