أتفق مع ما جاء في مقال د. عبدالحميد الأنصاري: "محنة الرأي الآخر"، وذلك لأن تعددية الرأي هي الشرط اللازم لأي حوار تلاقح ثقافي وحضاري داخل المجتمع الإنساني الواحد، أو بين المجتمعات المتعددة. بل إن عقلية الرأي الواحد والتمركز حول الذات الثقافية أو الحضارية تعتبر عائقاً من عوائق التقدم الإنساني. ولعل من حسن الحظ حقاً أن ثقافتنا العربية الإسلامية عرفت خلال عهودها الزاهية بهذه الميزة الإيجابية حيث كانت تتلاقح فيها مختلف الآراء والاجتهادات والعقائد والثقافات وهذا ما صنع عبقريتها ورسخ ثراءها الثقافي والحضاري. وفي ذلك درس مفيد لعصرنا الحاضر، الذي ظل يعاني من بعض تيارات الانغلاق والتشدد أحادية النظرة التي لا تعترف بالرأي الآخر، ولا ترى من ثراء العالم سوى النزر اليسير الذي تفصله على مقاسات تأويلاتها الخاطئة للدين، وتصوراتها القاصرة للمجتمع والسياسة، وقبل كل شيء مصالح بعض منظريها الذين لا يتعدى تفكير الواحد منهم أرنبة أنفه، لفرط أنانيته، وضيق أفقه. جمعة الزهراني - جدة