لعله ما من ديانة تعرضت للإساءة كما تعرض الإسلام، إلى درجة أن العقل الغربي أصبح يتغذى على مفاهيم وأحكام ومصطلحات يستمدها من مناهج التعليم والإعلام وكتابات بعض المستشرقين. والملفت للنظر، أنه كلما ازداد عنف الحملات ضد الإسلام كلما تمدد الإسلام وزاد انتشاره وارتفع عدد الباحثين عن التعرف عليه وعدد المعتنقين والداخلين فيه... وهي ظاهرة حيرت الكثير هناك. لكن قطاعات واسعة من أبناء الغرب، حسب المفكر الألماني هوفمان، بدؤوا يتعرفون على الحقائق الصحيحة عن الإسلام وأهليته لإشباع احتياجاتهم الروحية التي افتقدوها في ظل الحياة المادية التي أغرقتهم في كل شيء. والإسلام، وفق "كريستيانا بكر"، المذيعة الألمانية وصاحبة كتاب من "قناة MTV إلى مكة"، حقيقة واضحة كالشمس. وهي ترى أنه أصبح الدين الشائع في أوروبا رغم اختلاف الأفكار، وأن الأوروبيين متعطشون إلى ما يلامس روحهم. كما تتوقع "بكر" أن يتلاشى الخوف الأوروبي الحالي من الإسلام بعد أن يدرك الغربيون حقيقة هذا الدين. ولو تأملنا سيرة غالبية الذين اعتنقوا الإسلام، فسنجد أنهم يصلون بعد اعتناقهم له، إلى نتيجة واحدة، وهي أنه الدين الحق، دين الرحمة، إذ يجدون فيه الحقيقة التي يبحثون عنها منذ أمد بعيد. الأرقام والإحصائيات أيضاً تؤكد أن الإسلام في تزايد وصعود، حيث أصبح انتشاره ونموه أحد الموضوعات المهمة التي تناقش في وسائل الإعلام ومراكز الدراسات والأبحاث، حيث يؤكد غالبية الباحثين أن هناك أكثر من عشرين ألف أميركي يعتنقون الإسلام كل عام. وفي تقرير نشره موقع الـ"سي. إن. إن"، تحت عنوان "النمو السريع للإسلام في العالم الغربي"، نجد أن أعداد الذين يعتنقون الإسلام سنوياً في الغرب كبير وفي نمو مستمر؛ وأنه خلال 12 سنة تم بناء أكثر من 1200 مسجد في الولايات المتحدة وحدها، وأن معظم الذين يعتنقون الإسلام من الأميركيين يتحولون إلى دعاة دينيين. صحيفة "التايمز" البريطانية، هي الأخرى أشارت إلى هذا التزايد، وبالأخص زيادة أعداد الفتيات الإنجليزيات المعتنقات للإسلام، وزيادة أعداد الذين يترددون على المساجد. لذلك نجد هاجس الحديث الغربي عن زيادة نمو أعداد الداخلين للإسلام، قوياً في فرنسا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا، حيث توقع أحد الخبراء أن يصبح المسلمون غالبية سكانية في العاصمة البلجيكية بروكسل وسواها من العواصم الأوروبية. كما تؤكد التقارير أن الإسلام دخل السجون الأوروبية، حيث لوحظ أن معتنقي الإسلام يزدادون في السجون الفرنسية، وفي السجون الأميركية خلال العقود الثلاثة الأخيرة. وفي بريطانيا واستراليا ازداد عدد السجناء الذين اعتنقوا الإسلام إلى درجة أن دراسة أجرتها صحيفة "الصنداي تلغراف" البريطانية توقعت أن يشكل المسلمون 20 في المئة من سكان الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2050. كما حذرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية من خطورة اتساع مساحة الذين يشهرون إسلامهم في إسرائيل، مؤكدة أن نحو مئة إسرائيلي يتحولون إلى الإسلام سنوياً. أما عن البرازيل، فنشرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية تحقيقاً حول تزايد أعداد المسلمين الجدد هناك. وحسب الدكتور "طيب موتو"، رئيس معهد دراسات الشريعة بجامعة تاكوشو في طوكيو، فإن الإقبال على الإسلام في اليابان متزايد، وهو ما يحدث في كوريا الجنوبية أيضاً. ووفقاً للداعية اليابانية المسلمة "حبيبة كآووري"، فإن هناك الكثير من اليابانيين يعتنقون الإسلام، وإن بعض كبار الأساتذة البوذيين والمفكرين في اليابان يقولون "إن مستقبلنا هو الإسلام".