يبدو أن التنافس السلبي وغير الإيجابي بين الدول، ظاهرة لا تقتصر على دنيا العرب فقط دون غيرهم، بل وصلت عدواها أيضاً إلى الغرب وإلى دول الاتحاد الأوروبي تحديداً، ذلك الاتحاد الذي طالما نظرنا إليه على أنه النموذج الملهم والتجربة التي يجدر بالعرب تمثلها والحذو حذوها! توصلت إلى تلك النتيجة من قراءتي مقال ويليام فاف "ازدهار ألمانيا... مصدر قلق للجيران!"، حيث ذكر أن النمو الذي حققه الاقتصاد الألماني خلال النصف الأول من العام الجاري، والذي فاق كل التوقعات، أثار التشاؤم في بعض الدول، لاسيما داخل الاتحاد الأوروبي نفسه الذي يرغب الكثيرون داخل الولايات المتحدة وبريطانيا على وجه التحديد في رؤيته وقد مُني بالفشل. لكن بالمقابل يبدو أن الألمان هم أكثر الأوروبيين حماساً لوحدة القارة ونجاح اتحادها، وهم يشعرون بعدم الارتياح من المعاملة اللامبالية للإنجازات التي حققتها أوروبا في بناء اتحادها، وسوقها الموحدة، وعملتها المشتركة... على مدى الستين عاماً الماضية. وهو تفاوت نعرف له أمثلة في واقعنا العربي، على ما بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي من تفاوت شاسع وكبير! إبراهيم عبده -القاهرة