في رانغون، عاصمة بورما (أو ميانمار)، يبدو أنه ما يزال هناك أثر للحياة العصرية ومساحة لإيجاد بعض البهجة والتسلية، رغم الحصار والعقوبات وطوق العزلة الدولية الخانقة! ففي هذا الشارع بوسط المدينة، نرى أبنية كبيرة ومحالا وسيارات مصطفة في المواقف ومقاهي على الأرصفة وواجهات إعلانية... وأكثر من ذلك نرى سائحاً أجنبياً يعبر الشارع مستخدماً الدراجة الهوائية المحلية، ممارساً الرياضة ومعها نوع من الاسترخاء والتسلي في وقت بدا فيه الشارع شبه خال من حركة السيارات. لقد اختار هذا السائح الهولندي أن يسير في الوجهة المعاكسة لتفضيلات مواطنيه خلال الصيف، فتوجه إلى بورما حيث تختلط الكثير من العناصر الذهنية بصورة الواقع في هذا البلد، فلم تعد معروفة على حقيقتها في ظل القبضة الحديدية للجنرالات الحاكمين في رانغون، وبالتوازي مع حملة إعلامية غربية ضد سياسات بورما المركزية وغير المنفتحة. فماذا رأى هذا الهولندي يا ترى؟ وكيف سيحدث الأصدقاء عن مشاهداته في رانعون؟ وهل رأى بلداً من المواطنين الأحرار المعتزين بوطنيتهم، كما يحلو للحكام العسكريين قول ذلك؟ أم بلداً محطماً ومحكوماً بالحديد والنار كما تصور الدعاية الغربية واقع الحال هناك؟