أعتقد أن الدكتور وحيد عبدالمجيد كان مصيباً حين تحدث في مقاله الأخير عن الدور الدولي الجديد الذي يراد له أن يكون مؤثراً وضاغطاً في المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، لكنه بالطبع على الجانب الفلسطيني فقط دون غيره. والمفارقة التي أبرزها الكاتب هي أن هذا الدور يقوم بمهمة مزدوجة حين يمارس فعلياً أقسى ما يمكن من الضغط السياسي والترهيب النفسي على الطرف الفلسطيني حول طاولة المفاوضات، لانتزاع التنازلات الممكنة وغير الممكنة منه، بينما يحتفى به شكلياً أمام كاميرات وسائل الإعلام ويشيد بشجاعته التفاوضية! وهي مفارقة تتسق تماماً مع التركيز الإعلامي الغربي حين يضخم من أهمية الدولة الفلسطينية الموعودة، ويصورها كما لو أنها الحلم الأجمل والكيان الأعظم، بينما يراد لها في الواقع أن تكون كياناً صغيراً وهشاً منزوع السيادة ويدار بإرادة إسرائيلية، وبالتالي ليس له من شروط الدولة الوطنية إلا أقل القليل! وحين يكون دور المجتمع الدولي مزدوجاً ومخاتلا إلى هذا الحد، فعلى العدالة الدولية السلام. عمر عبدالكريم- القاهرة