أصبح الاهتمام بالتدريب يستحوذ على أهمية نوعية كبيرة من جانب مؤسسات التعليم المختلفة، باعتباره لا ينفصل عن هدف الارتقاء بمخرجات العملية التعليمية لكي تتناسب مع احتياجات سوق العمل، في هذا السياق يبرز الدور المهم الذي يقوم به "مجلس أبوظبي للتعليم" برئاسة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فهذا المجلس يقوم بتوجيه النظام التعليمي في الإمارة ليكون أكثر قدرة على تلبية احتياجات سوق العمل، من خلال توفير المسارات التعليمية اللازمة لتخريج الكوادر البشرية المواطنة، بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل من حيث كمّ المهارات الأكثر طلباً في السوق ونوعيتها ومستواها، وبما يتوافق أيضاً مع احتياجات اقتصاد الإمارة في إطار خطتها التنموية الشاملة والمستدامة "الرؤية الاقتصادية لأبوظبي 2030". وفي هذا السياق فإن المجلس، وبتوجيهات من سمو ولي عهد أبوظبي، يضع التدريب ضمن خطط التطوير التي يطرحها للارتقاء بمخرجات العملية التعليمية، وليس أدلّ على ذلك من استراتيجية تطوير التعليم الفني والمهني التي أعلنها المجلس هذا العام بالتعاون مع خبراء دوليين، حيث تركّز هذه الاستراتيجية على التدريب باعتباره عنصراً رئيسياً في تأهيل الطلاب، من خلال إقامة شراكة مع كثير من الهيئات وشركات القطاع الخاص ومؤسسات الأعمال في الدولة، وذلك لتهيئتهم لمرحلة ما بعد الدراسة، بالشكل الذي يجعلهم على أتمّ الاستعداد للالتحاق بسوق العمل، خاصة في المجالات التي يتلقّون فيها دورات تدريبية، ويكونون على إلمام كامل بمختلف مهاراتها. لقد دعا سمو ولي عهد أبوظبي في العديد من المناسبات وفي الجولات الميدانية الأخيرة التي قام بها إلى ضرورة الاهتمام بالدورات التدريبية والعملية، سواء تلك التي يتلقّاها الطلاب في المؤسسات والمعاهد التعليمية المختلفة، أو تلك التي يتلقّاها المواطنون الذين يعملون في المؤسسات المختلفة أو يتدربون فيها، من منطلق قناعة سموه بأن الموارد البشرية هي أثمن موارد الدولة والأكثر تأثيراً في إنتاجيتها على الإطلاق، وهي بقدر ما تكون فاعلة وماهرة تكون قادرة على تعزيز التنافسية وتحقيق التنمية المستدامة المنشودة. وبالإضافة إلى ما سبق، يحرص سموه على رعاية الطلبة المتفوقين والموهوبين، ويتجسد هذا في مكرمة سموه السنوية التي تقدم للطلاب المتفوقين في الصفين العاشر والحادي عشر منذ عام 2006، من خلال ابتعاثهم إلى الخارج لقضاء أسابيع عدة من أجل صقل مهاراتهم في اللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات، بما يمكّنهم من مواصلة تعليمهم بتفوق. هناك إرادة سياسية قوية تدعم خطوات إصلاح النظام التعليمي، وتساند عملية التطوير التي يشهدها هذا القطاع الحيوي بمراحله المختلفة، خاصة ذلك الجانب المتعلق بالتدريب الذي أصبح لا غنى عنه في الارتقاء بقدرات العنصر البشري وتأهيله، فالتدريب لم يعد منفصلاً عن التعليم، بل إن هناك دولاً أصبحت تعتمد التدريب كجزء أصيل من العملية التعليمية، بعد أن لمست بوضوح كيف أن البرامج والدورات التدريبية التي يتلقّاها الطلاب خلال فترة دراستهم تسهم في إكسابهم المهارات اللازمة، وتنمّي اتجاهاتهم نحو العمل وزيادة إتقانه وفرص النجاح فيه، وهذا ما تدركه قيادتنا الرشيدة بوضوح، حيث تسعى إلى جعل التدريب هدفاً رئيسياً ضمن رؤيتها لتطوير منظومتنا التعليمية، إيماناً منها بأن ذلك هو المدخل الأمثل لتعزيز مخرجات نظامنا التعليمي لكي يواكب متطلبات التنمية في المجالات المختلفة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.