تعرض الدكتور وحيد عبدالمجيد في مقاله الأخير للوضع اللبناني وإمكانات الدور العربي لتخفيف احتقاناته، لاسميا على خلفية الجدل الداخلي حول المحكمة الدولية وما تثيره من مخاوف على النسيج الوطني وعلى مكتسبات الوفاق الإقليمي الذي تعزز مع عودة التواصل بين بيروت ودمشق. ولا ينفصل موضوع المحكمة عن ملفات لبنانية أخرى ساخنة، مثل الوضع على الجبهة الجنوبية مع إسرائيل، والموقف من القوات الدولية (اليونيفيل)، والخلاف حول الاستراتيجية الدفاعية. وكما قال الكاتب فإنه إذا ما أبدى "حزب الله" استعداداً للإسراع بتحديد أسس الاستراتيجية الدفاعية، وبدأ حواراً وطنياً للتفاهم على مقوماتها، فسيكون ذلك بمثابة خطوة كبيرة تدعم التحرك العربي لإنقاذ لبنان. فالدور العربي مهم لتحقيق المصالحة اللبنانية الداخلية، لكن لا يمكن أن يكون له أي مفعول في غياب الحد الأدنى من لغة التفاهم بين قوى وأطراف الساحة اللبنانية حول قضايا وملفات مثل المحكمة والاستراتيجية الدفاعية، بل وحول اتفاق الطائف نفسه كأساس للإجماع الوطني اللبناني. حمدي عون -أبوظبي