لاشك أن مقال الكاتب محمد الباهلي: "السراب مقابل السلام!" قد وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بعدم رغبة المحتلين الصهاينة في السلام، وذلك لأن العقلية الاحتلالية تجعلهم لا يتعاملون إلا بمنطق، أو بالأحرى لا منطق، القوة والعربدة والتنكر لأبسط مبادئ الشرعية والقانون الدولي. ولكن لابد من التأكيد، في هذه المناسبة، على أن الصهاينة سيكونون في النهاية هم الخاسرون لأنهم يراهنون الآن على لغة القوة والاحتلال في وقت يجتاح فيه العالم كله تيار جارف من الرغبة في حل الصراع، ووضع حد لما ترتب عليه من حروب وصراعات. ولا أدل على ذلك من إعلان أوباما أن سلام الشرق الأوسط أصبح مصلحة استراتيجية أميركية، وكذلك صدرت عن عواصم معظم الدول الكبرى أقوال وإشارات بهذا المعنى ذاته. ومن ثم فإن العالم اليوم كله في واد، والمحتلين الصهاينة في واد آخر. وفي النهاية سيجرفهم التيار، وتضرب حولهم العزلة والمقاطعة أطنابهما، ويضطرون مرغمين على التسليم بحقوق الشعب الفلسطيني، والجنوح لاستكمال بقية استحقاقات عملية السلام. عز الدين يونس - أبوظبي