كان إطلاق "تقرير المساعدات الخارجية لدولة الإمارات 2009" من قِبل "مكتب تنسيق المساعدات الخارجية للدولة"، مؤخراً، بمنزلة توثيق دقيق وشامل للدور الإنساني الإماراتي العالمي حتى يكون بمنزلة نموذج لدولة تعمل من أجل عالم أفضل يسوده التكامل والسلام والتعاون وتظلّه التنمية المستدامة. لقد عبّرت كلمات مسؤولين دوليين عديدين، معنيين بالعمل الإنساني والإنمائي، في هذه المناسبة عن الكيفية التي ينظر بها العالم إلى الدور الذي تقوم به الإمارات وقيادتها الرشيدة في مجال العمل الإنساني، وكيف يقدر هذا الدور ويعتبره مثالاً يحتذى به في مضمونه وآليات عمله. فهذا جون هولمز، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، منسق الأمم المتحدة لعمليات الإغاثة وحالات الطوارئ، يقول إن على أعضاء المجتمع الدولي كافة أن يقرؤوا تقرير المساعدات الخارجية الإماراتية "الذي يبرز ويؤكد أهمية دولة الإمارات كجهة مانحة ليس من خلال المشاركة في تقديم المساعدات فقط، بل أيضاً في وضع أسس للمنظومة الإنسانية للمستقبل"، وهذا فيلبو جراندي، المفوّض العام لـ"وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا) يقول "إن الإمارات تقدر دورها كدولة معنية بشؤون العالم"، وهذه اليسار سروع، المنسق المقيم للأمم المتحدة، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الإمارات، تؤكد أن مساعدات الإمارات الإنسانية "قدّمت بدافع إنساني وتعبر عن التزام كبير بتحقيق عالم أفضل يتمتع بالسلام"، أما كيان جاف، ممثل "منظمة الأغذية والزراعة" (الفاو) بدولة الإمارات، فقد أشار إلى الأهمية التي توليها الدولة لمكافحة الفقر على المستوى الدولي "تماشيّاً مع أهداف الألفية الإنمائية للأمم المتحدة". إن هذه الشهادات الدولية وغيرها كثير تؤكد دور الإمارات الإنساني المميز والفاعل في العالم كله، وهي وسام على صدر الإمارات وقيادتها الحكيمة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله وعلى صدر كل الجهات الإماراتية التي تقوم بجهد فاعل في مجال الجهد الإنساني وتبذل كل طاقتها من أجل تنفيذ توجّهات الدولة في هذا الشأن، وعلى صدر كل إماراتي في كل مكان، لأنها تؤكد أن الإمارات قوة خير وتنمية وتكافل على الساحة العالمية، ومصدر مساعدة لكل محتاج إلى مساعدة. إن أهم ما يميز نهج الإمارات الإنساني ويجلب له إشادة العالم ومؤسساته المعنية وتقديرهما، أنه أولاً نهج مستديم، بمعنى أنه متجذر وثابت في سياسة الدولة الخارجية منذ إنشائها دون انقطاع أو تراجع أو ضعف. ثانيّاً هو نهج متطور، حيث تعمل الدولة دائماً على تحديث آليات عمله والمؤسسات القائمة عليه وتطويرها، من أجل تحقيق أقصى استفادة منه وإيصال المساعدات الإنسانية والتنموية إلى أكبر عدد ممكن ممن يحتاجون إليها. ثالثاً هو نهج متجرّد، أي أنه ينظر إلى العالم نظرة إنسانية بحتة بصرف النظر عن الاختلافات الدينية أو العرقية أو الجغرافية، ولذلك فإن برامج المساعدات الإماراتية تُوجّه إلى كل مناطق العالم وإلى كل محتاج إليها دون أي اعتبار للدين أو العرق أو الجغرافيا. رابعاً هو نهج يتفاعل بقوة مع المبادرات التنموية والإنسانية والعالمية وينخرط فيها بفاعلية، ولذلك فإنه من الطبيعي أن يتم النظر إلى الإمارات اليوم على أنها إحدى أهم الدول التي تؤثر في مجال العمل الإنساني الدولي وتحدد مساراته وتوجّهاته. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.