كشف مقال د. خالد الحروب: "أفول المثقف العضوي" جانباً من ظاهرة مقلقة ربما تنامى الشعور بها في العديد من أنحاء العالم خلال السنوات الأخيرة، هي ظاهرة تهميش ثقافة الكلمة في بعدها الفكري العميق، وذلك لصالح ثقافة الصورة والمشهدية التي لا أريد وصفها بالسطحية ولكنها على كل حال ليست بديلاً عن ثقافة الكلمة. وهذه الظاهرة ليست طبعاً وليدة زمننا الحالي بل إن لها إرهاصات منذ عدة عقود خاصة منذ ظهور طفرة السمعيات البصرية في النصف الثاني من القرن العشرين، حين طغت مشاهدة الأفلام على قراءة الروايات، ومتابعة التلفزيون على استقاء الأخبار من الجرائد والإذاعات. ولكن مع هذا ينبغي أيضاً الاعتراف بأن تراجع دور المثقف الذي تحدث عنه المقال، إن كان ظاهرة سلبية ثقافيّاً، فقد ترافق مع ظاهرة إيجابية هي اتساع الطابع الجماهيري للثقافة، بشكل نزل أحياناً كثيرة بالفكر والتنظير من أبراجهما العاجية إلى أرض الواقع والشارع بحيث أصبحا في متناول المتلقين العاديين. عبدالله أحمد - الرياض