لسان الحال هنا يقول: رب صدفة خير من ألف ميعاد، فقد حمل إعصار "فت" الأخير الذي ضرب شواطئ كراتشي الباكستانية معه أكواماً هائلة من صدف المحار التي جرفها من بحر العرب ولفظها هنا لتنفتح بذلك أبواب رزق جديدة، لم تكن في الحسبان، أمام هذا الصانع التقليدي المتجول الذي تلقف بسرعة ما تيسر من صدف المحار وحوله بإزميله إلى تحف فنية وتذكارات يسعى لتسويقها الآن في صفوف مرتادي الشاطئ. ومع أن مهمة التسويق قد لا تكون سهلة بالنظر إلى غزارة المحار المشاع الذي يكاد يكسو أرضية الشاطئ بالكامل، إلا أن ما يميز محار بائعنا عن غيره هو القيمة المضافة إليه، والمتمثلة في اللمسات الفنية البارعة والتدخل في القوالب والأشكال، لكي تصبح كل محارة قادرة على أداء وظيفة أو حاجة في حياة من يقتنيها، أو على الأقل بحيث تستطيع الاستجابة لذائقته الفنية. وإذا تيسر تصريف المعروض اليوم، فقد ينفتح أمامه باب رزق يكفيه غائلة الفقر وتكاليف الحياة الصعبة المريرة. ومن يدري... فقد يكون في الانتظار ما هو أكثر بكثير من توقعات الصانع.