تتميز أعمال الشاعر والكاتب المسرحي الإنجليزي الشهير ويليام شكسبير مثل مسرحيات: "الملك لير"، و"هاملت"، و"عطيل"، و"تاجر البندقية" وغيرها، بقدرتها الفائقة على التجدد، والنهوض من تحت ركام الذاكرة والأزمنة. ولذا ترجم المسرح الشكسبيري إلى معظم لغات العالم، وتعاقبت على تمثيل روائعه، وإعادة تقمصه وجدانيّاً، أجيال فنية كثيرة، من كافة الثقافات، وفي مختلف الأزمنة والأمكنة. وعلى ذكر الأمكنة، تجتاح البريطانيين الآن موجة حنين و"نوستالجيا" واسعة إلى المكان الذي يعتقد أن شاعرهم العظيم كان يعرض عليه مسرحه الخالد. هنا في هذا الموقع بالعاصمة البريطانية لندن، ينهمك الآن علماء الآثار وعمال الحفر في التنقيب بحثاً عن شواهد على صحة الفرضية التي تقول إن هذا المكان المستكشف مؤخراً كان، على وجه التحديد، هو موقع مسرح شكسبير. ومع تعمق عملية الحفر تحت التلة وظهور ما يرجح أن يكون أساسات للمسرح، فقد تتحقق "المعجزة" وينكشف أخيراً السر الذي غيبته القرون تحت الركام، وإن لم يغيبه تطاول الأزمنة عن الذاكرة الثقافية الإنسانية.