هاج البحر وأمطرت السماء، فانقلب الكثير من أمور الحياة اليومية للناس، فجأة وبلا مقدمات. فقبل أيام قليلة لم يكن يخطر على بال لهاتين المرأتين أن يتطلب عبور الشارع الرئيسي بمدينة "سيرنافودا" الرومانية، كل هذا العناء وما يرافقه من مخاطرة جعلت السكان يحجمون عن الخروج لتتوقف حركة المرور كلياً في أهم شوارع المدينة. لكن لسبب ما، ومن أسباب الحياة اليومية أيضاً، تعين على هاتين المرأتين خوض مياه فوق الركب كي تصلا إلى الناحية الثانية من الشارع، لكن لا وجود لأي حركة على تلك الناحية أيضاً، حيث تبدو المحال مغلقة ومطفأة الأنوار في انتظار عودة الحياة إلى طبيعتها في المدينة. فقد شهدت "سيرنافودا"، الواقعة على بعد 160 كلم من العاصمة بودابست، شأنها شأن المناطق الشرقية من رومانيا والقريبة من نهر الدانوب، فيضانات غزيرة بسبب ارتفاع منسوب المياه في النهر، مما ترتب عنه شلل جزئي لشبكات الطرق البرية، وحدوث أعطاب في شبكات الهاتف ومحطات توليد الطاقة الكهربائية. ومع ذلك فللمياه خلال أحد أكثر فصول الصيف سخونة، فوائدها الجمة في تلطيف الجو والحد من غلواء حرارته المرتفعة، وربما في فصل كهذا فقط يمكن للأوروبيين أن يستبشروا بالسحب والأمطار، وبالمياه حين تغمر شوارعهم، حتى ولو رافقتها بعض المصاعب التي يمكن تخطيها للاستمتاع بفيضانات الصيف وأمطاره!