على رغم أن مقالة د. أحمد يوسف أحمد: "خواطر حول مستقبل السودان" تحمل نبرة تشاؤم لا تخطئها الملاحظة، إلا أنني أرى أن النتيجة المحتملة لاستفتاء الجنوب قد لا تصب في الاتجاه الذي انبنى عليه المقال، بمعنى أن أقوى الاحتمالات هو أن تصوت الأغلبية الساحقة لصالح الوحدة لا انفصال الجنوب، لا سمح الله. ولو وقع الانفصال فإن تداعياته الكارثية لن تتوقف على السودان وحده، بل ستمتد إلى كافة الدول الأفريقية، خاصة منها تلك المتعددة عرقيّاً ودينيّاً وثقافيّاً، كما أشار إلى ذلك الكاتب. ولذا أتوقع ألا تشجع الدول الأفريقية انفصال الجنوب لما لذلك من تداعيات سلبية عليها. هذا إضافة إلى أن الانفصال لم يكن يوماً مطلباً شعبيّاً جنوبيّاً، وإنما ظهر الكلام عنه مؤخراً نتيجة تدخلات أجنبية وتطلعات سلطوية لدى بعض النخب السياسية هناك. والخيار الوحيد المتاح اليوم أمام الشعب السوداني، في الجنوب والشمال معاً، هو البقاء تحت سقف الوطن السوداني الواحد، غير القابل للتجزئة ولا للانفصال. هذا ما يقوله التاريخ وما تمليه الجغرافيا، وعلى السياسيين أن يضعوا ذلك في الاعتبار. آدم عثمان - الدوحة