أعتقد أن ذلك الطرح الوارد في مقالة: "العرب وخسارة الرهان على أوباما" للدكتور عبدالله الشايجي له مبرراته من الواقع السياسي الراهن خاصة بعد الأجواء العامة لزيارة نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن. ولكن مع ذلك أعتقد أن الحكم الآن بأن العرب خسروا الرهان على أوباما يبدو سابقاً لأوانه في اللحظة الراهنة وذلك بالنظر إلى أن المتبقي من ولاية أوباما الرئاسية في البيت الأبيض أكثر مما مضى، أي أنه ما زال يستطيع تحقيق الكثير من تطلعات الشارع العربي خلال فترة السنتين ونصف المتبقية من فترة رئاسته الأولى الحالية، وأيضاً الأربع سنوات الأخرى الممكنة إذا أعيد انتخابه لولاية ثانية. هذا زيادة على أن مساعي أوباما الراهنة لاحتواء نتنياهو واللوبي الموالي له في واشنطن، بهدف تأمين نتائج جيدة لـ"الديمقراطيين" في انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس ليس معناها أبداً أن أوباما قد رفع الراية البيضاء أمام تغول اليمين الصهيوني المتطرف، وإنما هو نوع من التصرف الذكي في الممكن السياسي القائم في واشنطن، وبعد انتخابات التجديد النصفي سيكون لكل حادث حديث. وإذا خسر فيها "الديمقراطيون" كما هو متوقع يرجح أيضاً أن يمسك أوباما زمام المبادرة ويتصرف بحزم تجاه نتنياهو وبيادقه في اللوبي الصهيوني. متوكل بوزيان - أبوظبي