قرأت مقال الدكتور شملان يوسف العيسى، "متى يستقر العراق؟"، وبدا لي بالفعل أن ذلك العنوان التساؤلي كان وجيهاً وفي محله، خاصة إذاما قارنا العراق بدول الخليج العربية التي نجحت في تحقيق الرفاه لشعوبها، وفي إقامة بنية تحتية متطورة، وتوفير نظام خدمات عامة شامل وحديث... مستفيدة في ذلك من الثروة النفطية لصالح الإنسان ولتحقيق التنمية. هذا بينما يمتلك العراق احتياطات نفطية ضخمة، لكن هناك معاناة مستمرة من تردي البنية التحتية، ونقص الخدمات الأساسية المقدمة، لاسيما إمدادات الماء والكهرباء التي أصبح العراقيون يتعايشون مع انقطاعها في واحد من أغنى بلاد العالم بثرواته الطبيعية والبشرية! لكن إضافة إلى الأسباب التي ذكرها الكاتب، وهي التهور وانعدام الحس الوطني، والافتقار إلى الإيمان بقيمة الإنسان، ودور المؤسسات الحديثة... لدى كثير من الزعماء السياسيين العراقيين الذين انغمس معظمهم في مشاريع طائفية وفئوية تناقض المشروع الوطني الجامع... نذكر أسباباً أخرى مثل: ضعف البناء الديمقراطي، ومحدودية دور النخب العلمية، والتدخلات الخارجية. جمال إبراهيم -الدوحة