بعد طول انتظار ومعاناة فُرجت ضائقة المطبخ مؤقتاً وتمكنت هذه الجدة من الحصول على كيسين من المساعدات الغذائية الإنسانية المقدمة من قبل الاتحاد الأوروبي وبرنامج الغذاء العالمي، والتي توزعها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، هنا في جنين، شمال الضفة الغربية. ومع أن الكيسين سيستجيبان للحد الأدنى الأساسي من احتياجات أفراد عائلتها لمدة قصيرة نسبيّاً، إلا أن الخبز الحافي، على رغم ضرورته لسد الكفاف، لا يكفي، مع ذلك، وحده لسد كل ما تعانيه من نواقص المعيشة وتكاليف العمر والحياة بصفة عامة. فهنالك أيضاً أشياء أخرى كثيرة لا توزعها وكالات المساعدة الإنسانية، مع أنها ضرورية جداً إن لم تكن هي ملح الحياة نفسه، مثل الاطمئنان على مستقبل أبنائها وأحفادها، وضمان الحياة في دولة مستقلة، آمنة فوق الأرض وتحت السماء. ومثل التخلص من هجمات الهواجس والمخاوف الأمنية والحياتية التي تعد عادة جزءاً لا يتجزأ من يوميات اللاجئين وسكان بؤر التوتر والصراع المزمنة، كما هي حال أهالي الضفة الغربية، الذين يتعايشون مع واقع التمدد اليومي للاستيطان، وتقطيع أوصال دورة حياتهم بفعل السور العازل، وحواجز الاحتلال وطرقه الالتفافية، وغير الالتفافية.