ذهب د. سعد بن طفلة العجمي في مقاله: "نجح نتنياهو" إلى أن زعيم "الليكود" تمكن في النهاية من فرض إرادته على الدولة العظمى، وهو تحليل لاشك أنه صحيح إذا حكمنا على الأمور من منطلق آني أو في المدى القريب فقط، أما إذا نظرنا إليها في المديين المتوسط والبعيد، فإن خسارة نتنياهو مؤكدة، لأنه يقف على الجانب الخطأ من التاريخ، بحكم رهانه فقط على سياسات القوة على الأرض في فلسطين، ومكائد جماعات الضغط في المشهد السياسي الأميركي. هذا بدل أن يجنح للخيار الصحيح وهو الاتجاه بنوايا صادقة وإرادة حقيقية إلى طاولة السلام بهدف اجتراح سلام شامل وعادل ودائم، هو وحده ما يضمن لكيانه الاحتلالي البقاء، وهو أيضاً وحده ما ينال اليوم تأييد المجتمع الدولي كله وعلى رأسه إدارة أوباما. وطال الزمن أم قصر سيعود الحق الفلسطيني لأهله، وسيضرب المجتمع الدولي بيد من حديد على المحتل الصهيوني حتى يخرج من الأراضي المحتلة في الضفة والقطاع، وعندها سيحق الحق ويزهق الباطل. وقد علَّمنا التاريخ أن من يضحكون في الانتصارات الآنية كثيراً... سيبكون أخيراً. وهذا هو مصير تغول نتنياهو الاستيطاني المحكوم عليه بالفشل. محمد عبدالحميد - عمان