لعب بالنار في القدس... ولا حرب جديدة بالشرق الأوسط ------ أصداء اجتماع نتنياهو وأوباما في واشنطن، ومخاطر تهويد القدس، واستبعاد حرب جديدة في الشرق الأوسط خلال الصيف الجاري... قضايا نعرض لها ضمن قراءة موجزة في الصحافة الإسرائيلية. ------ "لقاء نتنياهو وأوباما" شكل اللقاء المهم الذي سيجمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي، باراك أوباما، محور اهتمام الصحافة الإسرائيلية لهذا الأسبوع، وفي هذا الإطار خصصت صحيفة "هآرتس" افتتاحيتها ليوم أمس الثلاثاء للحديث عن الموضوع والتطرق للانتظارات المتوقعة من اللقاء المهم، وتذكرنا الصحيفة أنها المرة الخامسة التي يجتمع فيها نتنياهو بأوباما، معتبرة أنه امتياز لا يحظى به رؤساء العالم، وهو ما يحتم على نتنياهو، حسب الصحيفة، التعامل بحصافة مع اللقاء والاستفادة منه بتقديم عرض مقنع بشأن حل الدولتين، فرئيس الوزراء سيذهب وفي سريرته هدف أساسي يتمثل في إقناع أوباما بالضغط على الفلسطينيين لاستئناف المفاوضات المباشرة، لكن ما لم يطرح نتنياهو خطة واضحة بشأن حل الدولتين فإنه من غير المرجح أن يسايره أوباما، حتى ولو كان هذا الأخير يسعى إلى تبديد التوتر الذي شاب العلاقات الشخصية بين الرجلين، فقد تقدمت السلطة الفلسطينية بورقة إلى المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشيل، تفصل فيها موقفها من الحدود والترتيبات الأمنية وغيرها من التصورات التي قد تساعد على قيام الدولة الفلسطينية ليبقى نتنياهو الوحيد المتخوف من بلورة خطة واضحة في هذا الاتجاه خشية إغضاب اليمين في حكومته، هذا اليمين الذي تقول الصحيفة أظهرت الحكومة القدرة على السيطرة عليه من خلال مجموعة من الإشارات مثل تمرير مسألة تخفيف الحصار على غزة، ورفض اللجنة الوزارية نقل صلاحية تجديد الاستيطان من الحكومة إلى الكنيست كما طالبت بذلك الأحزاب اليمينية، وأخيراً سحب عمدة القدس، نير بركات، خطة تقضي ببناء ستين وحدة سكنية خارج الخط الأخضر. "أجندة نتنياهو في واشنطن" في تحليله المنشور على صفحات "هآرتس" يوم أمس الثلاثاء تطرق "ألوف بين"، إلى القضايا الأساسية الموضوع على أجندة الاجتماع بين نتنياهو وأوباما، تلك الأجندة التي لن تخرج حسب الكاتب عن مسألتين أساسيتين تتمثل الأولى في وقف تصاعد القوة الإيرانية فيما تكمن الثانية في قيام الدولة الفلسطينية، فنتنياهو يريد من أوباما التحرك ضد إيران وأوباما يريد من رئيس الوزراء الإسرائيلي وقف الاستيطان والتوصل إلى اتفاق بشأن الضفة الغربية، لكن رغم وجود هذه الصفقة على أجندة الحوار بين الطرفين، فإنهما لم يحققا أي تقدم ملموس خلال السنة الأولى من حكمهما لتظل المطالب نفسها المعروفة لدى الطرفين والعصية في الوقت نفسه على التحقيق، فرغم استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم وغياب أي أفق لدولة فلسطينية قادمة ساعد أوباما إسرائيل في سباق التسلح ضد إيران وحماها من الضغوط الدولية ومطالب إجراء تحقيق دولي، وفي المقابل وافق نتنياهو على تجميد الاستيطان وإزالة نقاط التفتيش في الضفة الغربية، فضلاً عن تعزيز قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية وتخفيف الحصار على غزة، لكن رغم هذه العثرات، يرى الكاتب أن الطرفين وصلا اليوم إلى منعطف مهم بعدما حشدت الولايات المتحدة المجتمع الدولي ضد إيران، وشددت العقوبات عليها بالإضافة إلى إقرار عقوبات إضافية من قبل الكونجرس وقعها أوباما، وهو ما يحتم على نتنياهو القيام بخطوة في المقابل توازن التحرك الأميركي، وذلك من خلال القبول مبدئياً بمطالب السلطة الفلسطينية قبل الدخول في مفاوضات مباشرة والمتمثلة في الموافقة على صيغة الحدود والأمن، التي عرضها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، على الولايات المتحدة. "اللعب بالنار" بهذا العنوان استهل "مير مرجاليت" مقاله ليوم أمس الثلاثاء بصحيفة "جيروزاليم بوست" منتقداً الوضع الذي آلت إليه مدينة القدس في ظل الخطط التي تبلورها بلديتها تحت قيادة العمدة، مير بركات، لهدم حي سلوان في الجزء الشرقي من المدينة التي يقطنها العرب لإقامة موقع سياحي وتحويل المدينة إلى مزار لجذب السياح، لكن الخطة تنطوي على قنبلة قد يترتب عليها تفجر العنف وعودة الاضطراب وعدم الاستقرار إلى المدينة، هذه المخاطر، يقول الكاتب، تغيب عن أعين البلدية ورئيسها الذي يعتقد أنه قادر على تسويق أي مخطط لتغيير معالم المدينة بتغليفها في عبارات براقة السعي منها التغطية عن الهدف الرئيسي لهدم بيوت الفلسطينيين، والمتمثل في إخلاء القدس الشرقية من العرب واستبدالهم بالمستوطنين اليهود، وكل ما يقال عن تحويل حي سلوان إلى فضاء عام يستفيد منه جميع السكان، فضلًا عن الادعاء بأن هدم منازل الفلسطينيين إنما يندرج في إطار تحسين الظروف المعيشية لسكان القدس وتطوير البنيات التحتية عارضاً بعض البدائل مثل إمكانية بناء الفلسطينيين لمنازل جديدة على بقعة أرضية مخصصة لهذا الغرض داخل القدس ليس أكثر من كذبة كبرى، لأن الجميع يعرف استحالة بناء منازل في القدس دون امتلاك الأرض، وهو ما لا يتوفر عليه الفلسطينيون، هذا بالإضافة إلى ما اقترحته البلدية من إمكانية تشييد دور ثان فوق منازل أخرى وتخصيصها للفلسطينيين، علماً أن هذا البديل غير واقعي إذ من سيتخلى عن بيته المستقل ليسكن في دور ثان فوق جار لا يعرفه ليبقى الهدف الأساسي، كما يقول الكاتب، هو تسويق خطة مثيرة للجدل من شأنها توتير الوضع في المدينة. "لا حرب في الصيف" رغم الأصوات المحذرة من حرب قادمة خلال الصيف الجاري في المنطقة يذهب الكاتب الإسرائيلي "أليكس فيشمان" عكس ذلك في مقاله المنشور يوم الأحد الماضي بصحيفة "يديعوت أحرنوت"، فالمزاعم التي تروجها إسرائيل حول الخطر الوجودي الذي تمثله إيران لم تفلح في إقناع العالم بصدقية هذا الخطر، لا سيما في ظل تأكيدات خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أنه مازال أمام إيران وقت طويل قبل أن تتمكن من بناء أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي قد تصل باليورانيوم المخصب إلى مستويات عالية، وكل ما تروج له إيران من أسلحة متطورة يرى الكاتب أنه يندرج في سياق الحرب النفسية التي تشنها على إسرائيل. أما بالنسبة للخطر الآخر والمتمثل في "حزب الله" يشير الكاتب إلى تعثره في حيازة أعداد كبيرة من صواريخ "M-600" القادرة على ضرب وسط إسرائيل بسبب التهديدات الصريحة التي وجهتها الدولة العبرية إلى سوريا والضغوط الدولية التي خضعت لها هذه الأخيرة ودفعتها إلى ضبط حدودها، وعلى صعيد "حماس"، وهي الخطر الثالث الذي تضعه إسرائيل في سلم أولوياتها، فهي أيضاً لم تتمكن من بناء تحصيناتها وتطوير أسلحتها بسبب الحصار المفروض عليها، لا سيما على الجانب المصري من الحدود الذي يمنع دخول الأسلحة إلى القطاع، وبدلًا من أن تكون إيران هي التهديد الوجودي لإسرائيل يخلص الكاتب إلى نتيجة مفادها أن إسرائيل هي من تشكل تهديداً وجودياً لتلك القوى باستمرار تفوقها العسكري وسيطرتها على منظومة الأسلحة الاستراتيجية مثل الصواريخ بعيدة المدى والأنظمة المضادة للصواريخ، فضلا عن السلاح النووي. إعداد: زهير الكساب