من الانتقادات الموجهة للوجود الدولي في أفغانستان، خلال السنوات العشر الماضية، تقصيره في مجال الإعمار وإعادة البناء، حيث يقال في هذا الخصوص إن المواطن الأفغاني لم يلمس تحسناً مهماً طرأ على حياته منذ عام 2001. لكن الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها، عادة ما ترد بالقول إنه تم صرف عشرات المليارات على بناء الطرق وتوفير الماء والكهرباء وإقامة المدارس والمستشفيات... سعياً لتحقيق تنمية اجتماعية مستديمة تعود بالنفع والفائدة على عموم الشعب الأفغاني. وفي هذه الصورة نرى عسكريين من سلاح الهندسة في الجيش البريطاني، يشرفون على عمال محليين في موقع لبناء طريق ولوضع أنابيب لنقل المياه بين مدينتي "جريشك" و"لشكر جاه" في محافظة هلمند. إنه مظهر آخر لأنشطة أعمال إعادة الإعمار الهادفة إلى تمكين أفغانستان من امتلاك بنية تحتية لم يسبق أن توفرت لها من قبل، خاصة في هلمند التي تعد إحدى ساحات الحرب الأكثر ضراوة بين قوات "الناتو" ومقاتلي "طالبان". فهنا أحد معاقل حركة التمرد، حيث يواجه المجهود العسكري الأطلسي مصاعب غير قليلة، وقد تزايدت مؤخراً حيث قتل خلال شهر يونيو المنصرم ما مجموعه 100 جندي أجنبي، ليكون الشهر الأكثر دموية بالنسبة للناتو هناك. وهو منحنى جديد تأخذه الحرب، لكنه يقوي الحاجة إلى تسريع مسار إعادة الإعمار الموعود!