بالتزامن مع احتدام التنافس الكروي، انخرط هؤلاء الصبية في مباراة كرة قدم، لكن بلا مستطيل أخضر، وبلا جمهور أو طاقم تحكيمي... يبدو أن الأمر يتعلق بمونديال آخر، غير الذي يملأ العالم صخباً، إنها مجرد ملهاة لسكان مخيم "ماي سوت" على الحدود التايلاندية - البورمية، حيث يتمركز اللاجئون البوروميون منذ عشرين عاماً ويصل عددهم قرابة الـ140 ألف نسمة... وهؤلاء ينتمون إلى عرقية "كارين" التي هربت من بورما عام 1995 جراء هجمات حكومية استهدفت ما يعرف بـ"اتحاد كارين الوطني"... الصبية لم يدركوا بعد مرارة اللجوء، ولم يعرفوا دهاليز السياسة أو معاناة الأقليات، وليس أمامهم إلا الاستمتاع قدر المستطاع بالساحرة المستديرة، حتى ولو كان ملعبها ساحات اللجوء.