أجرت قيرغيزيا استفتاءً على دستور جديد ينتظر أن يدشن مرحلة جديدة في حياتها السياسية. لكن توقيت الاستفتاء بدا لكثيرين غير مناسب بالنظر إلى الأوضاع المضطربة التي تمر بها البلاد منذ إطاحة رئيسها السابق قبل أقل من شهرين من الآن، وما أعقب ذلك من اضطرابات دامية، ثم المواجهات العرقية التي اندلعت بين الأغلبية القيرغيزية والأقلية الطاجيكية. ولا شك في أن ما تحتاجه قيزغيزيا حالياً هو بالدرجة الأولى سلطة قادرة على ضبط الأمن وفرض القانون والنظام واستعادة الهدوء وتحقيق السلم الاجتماعي. وفي غياب مثل هذه الشروط الأساسية، فإنه لن يكون من المجدي إقامة نظام ديمقراطي يأخذ هويته عبر سلسلة من الانتخابات التي قد تتحول في هذه الحالة إلى فوضى ديمقراطية، شديدة الخطر على كيان البلاد واستقرارها وأمنها الوطني. جمال عوض - الكويت