على رغم كون نيبال بلاداً واقعة ضمن جبال الهملايا وتشهد مناطق كثيرة منها تساقطات مطرية كبيرة، ويغطي قمم الكثير من جبالها الثلج بصفة دائمة، زيادة على كون وديانها وروافدها تمد نهري برهما والجانج بنسبة كبيرة من صبيبهما المائي، إلا أن الفرشة المائية المتاحة لسكان نيبال أنفسهم باتت اليوم تتناقص بشكل مقلق، بفعل التحولات المناخية، ومحدودية إمكانيات البلد في استغلال مصادره المائية الثرية أو إنشاء وصيانة البنى التحتية ذات الصلة بالأمن المائي كالسدود، وشبكات التوزيع، وغيرها. وهنا نرى كيف استسلمت هذه المرأة لحظها العاثر حيث جاءت اليوم متأخرة للبئر، وهو ما سيحتم عليها وضع جرارها الخاصة في مؤخرة طابور طويل من الأوعية والجرار، ومن ثم الانتظار ساعات طوالاً حتى يصدر من سبقوها من الواردين العطشى مثلها، ليتسنى لها ملء جرارها بالمياه الصالحة للشرب، وتجشم عناء طريق العودة. ومع أن المهمة تبدو شاقة لكثرة الجرار في الطابور على البئر، إلا أنه لا يوجد حل أو بديل آخر، بحكم كون البئر المزدحمة هي مصدر ماء الشفة الوحيد لكافة سكان القرى المجاورة. إنها إذن حالة انكشاف مائي متفاقمة على قمم جبال الهمالايا، التي توصف بأنها سقف العالم! ويخشى النشطاء البيئيون عبر العالم أن تكون هذه بداية انكشاف أكبر، أو أن يكون الأخطر.... ما زال آتيّاً في الطريق.