انتقد جونثان زيمرمان في مقاله المنشور هنا يوم السبت الفائت، وعنوانه "أوباما وبي بي... التقييم بدل المشاعر"، موقف الذين يأخذون على أوباما كونه بدا كما لو أنه منزوع المشاعر إزاء كارثة التسرب النفطي في خليج المكسيك، قائلا إنه ليس مطلوبا من الرؤساء إظهار مشاعرهم، بل ليس من المهم أن تكون لهم مشاعر أصلا، إذ أن ذلك قد يؤثر سلباً على الأداء والتقييم الذين تتطلبهما منهم معالجة بعض المواقف والأزمات. وإن كان في ذلك القول جانب من الحقيقة، فهو ليس صحيحاً على إطلاقه، إذ لا يمكن للرئيس أن يكون شخصاً منزوع المشاعر، كما لا يمكن أن نطلب منه الكذب على شعبه بإخفاء مشاعره أو إظهار مشاعر أخرى مخالفة لمشاعره الحقيقية. فمشاعر القادة قد تكون مصدر إلهام للشعوب، ووسيلة للتعرف على مواقفهم الحقيقية. وأوباما نفسه استطاع أن يكسب أصواتاً كثيرة خلال الانتخابات الرئاسية بفضل قدرته وشجعاته في التعبير عن مشاعره، والتي أحس الناس أنه كان صادقاً في إظهارها والتعبير عنها. فما الذي يدعوه اليوم إلى تحييد المشاعر في موقف لا يمكن أن يخلو من المشاعر والعواطف؟! إبراهيم سليمان -أبوظبي