أتفق مع الدكتور حسن حنفي حول ما ذهب إليه في مقاله الأخير من ضرورة الالتفات إلى علماء الداخل العربي، فهم أيضاً حريون بالاحتفاء والاهتمام بعد أن أولينا علماء المهجر الكثير من التقدير الإعلامي. صحيح أنه لا يوجد شيء أقسى من الغربة عن الأوطان، لكن علماءنا في الداخل يقاسون هم أيضاً غربة من نوع آخر. يعانون من جدب الحياة العلمية والفكرية، ومن انعدام البنية التحتية للبحث العلمي، ومن وجود بيئة غير مشجعة، ليس أقلها هيمنة البنى البيروقراطية والحزبية والأمنية والشللية على الحياة العامة... مما يقضي على إمكانية إيجاد بيئة حاضنة ومشجعة للبحث العلمي. إن كثيراً من العلماء العرب في الداخل يعملون في شروط، اجتماعية ومالية إدارية... ليست مواتية بالمرة، ومع ذلك نجد بينهم من يكابد وهو يشق طريقه نحو هدف عزيز على نفسه، لذلك نقول لهم "كثر الله خيركم" على روح الإرادة والعزيمة اللتين تبدونهما في سبيل الاستمرار، وأعانكم على عقبات الطريق، وما أكثرها! أيمن يعقوب -القاهرة