"مطار الشيخ زايد الدولي"، الذي افتتحه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، مؤخراً، في مدينة "كوكس" الألبانية يعكس جانباً مهماً من النشاط الإنساني لدولة الإمارات على الصعيد الخارجي، وهو مساعدة الدول الصديقة والشقيقة في إنشاء بنيتها التحتية وتطويرها، بما يخدم مشروعات التنمية في هذه الدول وخططها، فهذا المطار الذي تقدر تكلفة إنشائه بنحو 80 مليوناً و740 ألف درهم سيسهم بلا شك في تعزيز حركة النقل الجوي والحركة التجارية في ألبانيا وخدمة المناطق النائية فيها. "مطار الشيخ زايد" في ألبانيا يجسد بوضوح أهم سمات النشاط الإنساني للدولة على الساحة الخارجية، فهذا النشاط يتفاعل من ناحية بشكل مباشر مع احتياجات الدول الشقيقة والصديقة ومشكلاتها عن قرب، فحينما فكرت الإمارات في مساعدة ألبانيا على إنشاء هذا المطار عام 2003 كانت البنية التحتية في ألبانيا تعاني بعض المشكلات، وكان هناك نقص واضح في المطارات التي تخدم حركة النقل الجوي والتجاري في آن معاً، وجاء "مطار الشيخ زايد" استجابة لهذه الاحتياجات. كما أن النشاط الإنساني للدولة يستجيب من ناحية ثانية لحاجات تنموية، فأحد أهداف "مطار الشيخ زايد" في ألبانيا هو المساعدة على انتعاش الحركة التجارية داخل البلاد، وهذا يؤكد بوضوح حقيقة مهمة، وهي أن الإمارات دائماً ما تحرص على دعم المشروعات التي من شأنها تهيئة بيئة إنتاجية تسهم في دفع عجلة النمو في هذه البلدان. الإمارات تعتبر من أهم دول العالم التي تسخّر نشاطها الإنساني لخدمة قضايا التنمية الدولية بوجه عام، فهذا التوجّه يشكّل أحد ثوابت سياستها الخارجية، إيماناً منها بأهمية التضامن الدولي في مساعدة الدول الصديقة والشقيقة التي تواجه تحديات تنموية مختلفة، ولهذا فقد واصلت خلال السنوات الماضية جهودها لتقديم مختلف أنواع المساعدات المالية والإنسانية للعديد من الدول، من خلال برامج التنمية ومشروعات البنية التحتية، وكذلك تقديم العون للدول التي تعاني الحروب والكوارث الطبيعية سواء بشكل مباشر أو من خلال عضويتها في "مجموعة دعم المانحين" لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وكذلك مساهماتها الأخرى في برامج ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة والمنظمات والهيئات الإقليمية ذات الصلة. هذا النشاط الإنساني جعل من دولة الإمارات بحق واحدة من أهم الدول صاحبة المبادرات النوعية الكبيرة في تطوير هذا العمل وتعظيم مردوداته التنموية، ولعل قرار "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية"، التي تعدّ أحد أكبر مصادر البيانات والإحصاءات الاقتصادية والاجتماعية، مؤخراً، اعتبار المساعدات الخارجية المقدمة من قِبل المؤسسات الخيرية والإنسانية الإماراتية إلى البلدان المستحقة للمساعدات الإنمائية، أنها تندرج ضمن المساعدات الإنمائية الرسمية التي توثّق لدى "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية" ما يؤكد أهمية التوجه الذي تنتهجه الإمارات في ربط المساعدات الإنسانية بقضايا التنمية. الإمارات أصبحت عنواناً للخير والعطاء، ولهذا أصبحت تتجه إليها الأنظار دائماً عند مواجهة أي تحدٍّ إنساني أو أزمة أو كارثة طبيعية، لأن هناك قناعة بأن نشاطها الإنساني لا يستهدف سوى تخفيف معاناة البشر في أي مكان دون الالتفات إلى الجنس أو العرق. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية