لا أتفق مع ما ذكر في مقال د. أحمد عبدالملك: "جدل الديمقراطية ودولة الرفاه"، وذلك لكثرة الأدلة على عدم وجود تعارض بين الديمقراطية ودولة الرفاه، ولعل الدول الإسكندنافية تعطي من الأمثلة ما يكفي على ذلك. وكمثال فقط فإن دولة النرويج التي تعد دولة رفاه ورعاية اجتماعية لمواطنيها، دون حدود أو قيود، هي مع ذلك دولة ديمقراطية مثالية، ولا أعتقد أن أحداً يجادل في ديمقراطية النموذج النرويجي. هذا في حين أن هنالك دولاً فقيرة غير قادرة تقريباً عن رعاية مواطنيها وتوفير احتياجاتهم الضرورية، ولم تصبح مع ذلك، أو بذلك دولاً ديمقراطية، بين عشية وضحاها. فالمسألة إذن ذات جذور ثقافية وسياسية، وليس بالضرورة أن تكون ذات صلة برفاه الدولة أو عدم رفاهها. علي فوزي - القاهرة