قرأتُ مقالة: "أزمة اليورو... قوة" للدكتور محمد العسومي، ومع اتفاقي مع بعض ما جاء فيها إلا أنني أرى أنه يتعين عدم التقليل من خطورة تداعيات الأزمة الراهنة التي يمر بها "اليورو" على مستقبل المشروع الأوروبي في عمومه. وإذا تأملنا طريقة التعامل المترددة، والفاترة، التي أبدتها الدول الأوروبية الكبيرة مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا -التي هي العمود الفقري للمشروع الأوروبي- مع استحقاقات التضامن مع اليونان في أزمتها الخانقة فإننا سنضع أيدينا على حقيقة وجود نهايات مفتوحة كثيرة للاهتزاز الأخير للمشروع الأوروبي، بما في ذلك احتمال تفكك منطقة "اليورو" في النهاية. ثم إن أزمة اليونان، أظهرت في حد ذاتها، أن كل تلك الشروط التي نسمع عنها للعضوية الأوروبية، بما تقتضيه أحياناً من مطالب إصلاح شبه تعجيزية، لا تؤدي الغرض المطلوب منها، بدليل انضمام اليونان للعملة الأوروبية، وهي تجر وراءها كل هذه الأزمة المالية الطويلة العريضة، وبعد ذلك قيل إنها زورت بياناتها وإحصاءاتها المالية أصلا من أجل الانضمام، فأين الصرامة. بوعلام الأخضر - باريس