سأجيب رأساً على ذلك السؤال: "كيف تفوق الفيفا على الأمم المتحدة؟" الذي طرحه هنا عنوان مقال الكاتب الفرنسي باسكال بونيفاس، وذلك بتسجيل ما يكاد كافة المراقبين يجمعون عليه، وهو أنه لا مجال أصلاً للمقارنة بين "الفيفا" وبين الأمم المتحدة، فالأولى منظمة ناجحة ودقيقة وليست فيها ازدواجية معايير ولا تفضيل لبعض اللاعبين على غيرهم في أرض الملعب، وأما الثانية فمنظمة هشة ومبنية على أسس غير متوازنة، حيث أعطت لخمسة لاعبين فقط من بين 192 لاعباً دوليّاً ما يسمى بحق النقض "الفيتو" وحرمت منه البقية. ولنفترض -لا سمح الله- أن "الفيفا" أصبحت مثل الأمم المتحدة، وأن منتخب الهندوراس مثلاً سجل في "المونديال" هدفاً واضحاً لا تسلل فيه على أميركا أو فرنسا أو بريطانيا أو روسيا أو الصين، أي الدول الخمس المسماة دائمة العضوية في مجلس الأمن والمتمتعة بحق "الفيتو"، فماذا ستكون النتيجة؟ 1/0 مثلا؟ لا، أبداً، بل سترفع الدولة دائمة العضوية فوراً "الفيتو" ويلغى هدف الهندوراس. وهكذا تستمر المباراة عبثية كلما سجلت هندوراس هدفاً، أو أصدر الحكم بطاقة صفراء أو حمراء، يرفع "الفيتو" إلى ما لا نهاية. إن ميزة "الفيفا" وسر نجاحها هو أنها منظمة ذات قوانين سارية على الجميع، وتعني ما تقول، وتتبع الأقوال بالأفعال، في حين أن الأمم المتحدة ذات قوانين وبنود تسري على البعض فقط، ولا تتبع الأقوال بالأفعال. وشتان... شتان، بين المنظمتين، فبينهما فرق شاسع. ناصر عبد الحميد - الدوحة