الصين تستعرض قوتها...والكوريتان في "حالة حرب"! ------ هل لا تزال الكوريتان في حالة حرب؟ وماذا عن جديد سياسة الصين الإقليمية؟ وكيف يصبح التقدم التقني خطراً على البيئة؟ وهل تواصل اليابان استضافة القاعدة العسكرية الأميركية في "أوكيناوا"؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن قراءة موجزة في الصحافة الدولية. ------ 60عاماً على الحرب (أمس حلت الذكرى الستون لاندلاع الحرب الكورية، ورغم توقف العمليات العدائية طوال هذه السنوات، فإن التسوية السلمية النهائية لم تحل بعد في شبه الجزيرة الكورية)... هذا ما استهلت به "كوريا هيرالد" افتتاحيتها يوم أمس والتي عنونتها بـ"حرب لم تنته بعد"، لتذكّر باتفاق وقف إطلاق النار في تلك الحرب الذي أبرم في 27 يوليو 1953، ووقعته كل من الولايات المتحدة والصين وكوريا الشمالية، ورفضته كوريا الجنوبية آنذاك، وبموجبه يتم وقف جميع الأعمال العسكرية العدائية بين الكوريتين إلى أن يتحقق السلام النهائي. الصحيفة ذكّرت بالتصعيد الكوري الشمالي المتمثل في إغراق السفينة الحربية الكورية الجنوبية "شيونان" يوم 26 مارس الماضي، وقالت: باتفاق الهدنة أو من دونه لا تزال الكوريتان في حالة حرب، وهو ما دللت عليه بيونج يانج بإغراق "شيونان"، وفي الذكرى الستين للحرب، وبعد الحادث الذي أودى بحياة 46 بحاراً، من الضروري مراجعة ما إذا كانت ثمة ثغرات في القوات المسلحة الكورية الجنوبية، ومع ذلك يتعين على سيول التفاوض مع بيونج يانج على إحلال السلام. سياسة متخبطة: في مقاله المنشور بـ"جابان تايمز" يوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان "سياسة أميركا المتخبطة تجاه الصين"، استنتج "براهما شيلاني" أنه لا توجد دولة تواجه معضلة ضخمة عند التعامل مع الصين أكثر من الولايات المتحدة، وذلك لأن سياسة الولايات المتحدة الراهنة لم تطور أهدافها تجاه الصين. صعود القوتين الاقتصادية والعسكرية للصين، عزز مساعي بكين إلى استعراض مزيد من القوة على صعيد السياسة الخارجية، وذلك يتضح عبر إدماج بكين لبحر جنوب الصين في قلب مصالحها القومية، مما يجعل من مزاعمها في تلك المنطقة أمرا غير قابل للتفارض. شيلاني، وهو مؤلف كتاب "القوة الآسيوية العنيدة" يرى أن الموقف الصيني يعصف بآمال إدارة أوباما الرامية إلى جعل بكين "شريكاً مسؤولاً" في الشؤون العالمية، وذلك بمنحها دور أكبر في حل المشكلات الدولية. موقف التنين الآسيوي تجاه بحر جنوب الصين يحمل رسالة إلى الفلبين وأندونيسيا وفيتنام وغيرها من بلدان جنوب شرق آسيا، مفادها أن أية نقاشان يتم إجراؤها بين هذه الدول حول بحر جنوب الصين، تُعد تدخلاً في شؤون بكين الداخلية. من ناحية أخرى لم يتضح بعد ما إذا الصين ستوسع دورها البحري ومزاعمها في المناطق البحرية، بطريقة قد تصطدم مع المصالح الأميركية، بما في ذلك التأكيد على حرية الملاحة. ويبدو أن الصين التي كانت تتحدث في فترة سابقة عن "الصعود السلمي" قد بدأت الآن في خلع القفاز بعد أن تولدت لديها قناعة بأنها تمتلك القوة اللازمة. وحسب الكاتب، فإن المنطق الصيني المشار إليه بدا أكثر وضوحاً بعد الأزمة المالية العالمي التي بدأت عام 2008، حيث فسرت بكين المسألة بأنها ترمز لانهيار الصبغة الأنجلو أميركية للرأسمالية وأيضاً إلى إضعاف القوة الأميركية...وهذا في المقابل يقوي قناعة الصين بقوة الرأسمالية التي تديرها الدولة وتؤكد استمرارية صعودها على الساحة العالمية. ومن ثم يتعين على واشنطن إعادة رسم سياسة تجاه الصين قبل فوات الأوان، وقبل إن يصبح من الصعب مقاومة اندفاع الصين نحو إعادة تشكيل النظام الدولي. "تشيرنوبل B P” تحت عنوان "التسرب النفطي هو تشيرنوبل بريتش بيتروليوم"، كتبت "يوليا لاتيانينا"، أول من أمس مقالاً في "ذي موسكو تايمز" الروسية، أشارت خلاله إلى أن انفجار منصة للتنقيب عن النفط في مياه خليج المكسيك، أدى إلى تسرب كميات ضخمة من الزيت الخام، وأثار حفيظة كثير من الليبراليين، وجعلهم يطالبون بفرض ضرائب عالية على استخراج النفط من الشواطئ، وبالسعي إلى التخلي عن الوقود الهيدروكربوني كي يعيش البشر منسجمين مع الطبيعة. الكاتبة، وهي إعلامية تقدم برامجاً في راديو "إيكو موسكفي"، ترى أن كثيراً من الكوارث التقنية لا تأتي نتيجة للإهمال والتجاهل، بل جراء التقنيات المعقدة في المناطق غير المكتشفة (غير المأهولة)، فهذه التقنيات تسفر غالباً عن نتائج غير متوقعة. وثمة اعتقاد بأن أي شيء يصنعه الإنسان تكون لدينا دراية كاملة عن الطريقة التي يعمل بها، لكن هذا الاعتقاد في واقع الأمر ليس صحيحاً. لقد وقعت كوارث كبرى قبل انهيار الاتحاد السوفييتي، وكان سببها الإهمال والغباء وضمن هذا الإطار، وقعت كارثة غرق السفينة "الكسندر سوفروف" في 5 يونيو 1983...كما كانت كارثة التسرب الذري من مفاعل تشيرنوبل ذات طابع مختلف، حيث امتدت تداعياتها على المدى الطويل، والأمر نفسه ينطبق الآن على التسرب النفطي الناجم عن تنقيب شركة "بريتش بيتروليوم" عن الخام في مياه خليج المكسيك. وعلى الرغم من أن منصة التنقيب التي تسببت في التسرب كانت مجهزة بكل تقنيات الإنقاذ التي يمكن تخيلها، فإن أحداً لم يتنبأ بالحادث. ربما يطالب البعض بوجود 33 مستوى من مستويات الإنذار والطوارئ، بدلاً من المستويات الثلاثة الموجودة حالياً، كما أن التعقيدات التقنية تجعل من المستحيل منع وقوع سلسلة من التداعيات، وهو ما يحدث أيضاً في الزلازل التي يستحيل التنبؤ بها 100 في المئة. الكاتبة نوهت إلى وجود عدد ضخم من الليبراليين ومحبي الطبيعة المتشوقين لحظر بناء المفاعلات النووية ومنع التنقيب عن النفط في الشواطئ، وهؤلاء يعتقدون أن الأجيال السابقة عاشت دون استخدام هذه التقنيات. صحيح أن الإنسان الذي يعيش في مجتمع أكثر استخداما ً للتقنية، يحيا حياة أطول وأفضل من الإنسان الذي سكن الكهوف في العصور السابقة، لكن علينا أن نفكر في الكوارث غير المتوقعة كالتسرب النفطي الذي يمكن اعتباره ضريبة علينا أن ندفعها مقابل التقدم التقني. "كان" يعتذر هذا ما أفصحت عنه "أساهي تشمبيون" اليابانية يوم أمس، قائلة إن رئيس الوزراء الياباني "ناوتو كان" اعتذر الأربعاء الفائت لسكان أوكيناوا على استمرار تحملهم لعبء استضافة القاعدة العسكرية الأميركية، فعلى هامش حفل تأبين لضحايا معركة أوكيناوا التي جرت عام 1945، قال "كان": نحن نواصل تحميل عبء القاعدة الأميركية على أوكيناوا، وفي المقال نحن نشكرهم على ذلك الجهد الذي ساهم في إحلال السلام بمنطقة "آسيا-الباسفيكي". رئيس الوزراء الياباني وعد ببذل جهد معتبر لتخفيف هذا العبء والحد من الأخطار التي قد تقع جراء استضافة المنطقة للقاعدة الأميركية. إعداد: طه حسيب