تمييز ضد الفلسطينيين في القدس... وانتقادات إسرائيلية لـ"سفينة مريم" طرد الفلسطينيين من القدس الشرقية، ومناورات ايهود بارك الداخلية، وانتقادات إسرائيلية لسفينة مريم اللبنانية، ثم تفاصيل تزوير جواز سفر ألماني... قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية. "الطرد المتعسف": هكذا عنونت صحيفة "هآرتس" افتتاحيتها ليوم أمس الثلاثاء، متطرقة إلى التفرقة والتمييز الممارسين ضد سكان القدس من الفلسطينيين والقوانين المجحفة التي يخضعون لها، بحيث تقضي وزارة الداخلية أن كل فلسطيني من سكان القدس الشرقية غادر المدينية لأكثر من سبع سنوات تسحب منه الإقامة ويصبح مكوثه في مدينته غير مشروعاً بحسب القانون، وتنطلق الصحيفة من مثالين لفلسطينيين هما الدكتور عماد حمادة ومراد أبوخلف اللذين ذهبا إلى الولايات المتحدة للدراسة والتخصص في الهندسة الميكانيكية، وبعد سنوات قضياها في أميركا قررا العودة إلى مدينتهما ليواجهان السلطات الإسرائيلية التي رفضت حق التئام شملهما مع عائلاتهما في القدس الشرقية، بحيث ظل حمادة في المدينة لثلاث سنوات دون إقامة رسمية يعيش خارج القانون الإسرائيلي ومهدد في كل مرة بالاعتقال والطرد، أما أبوخلف فلم يستطع دخول القدس الشرقية وظل يحلم بالعودة إلى مدينته، هذا التمييز في الحقوق يظهر جلياً، تقول الصحيفة، في الطريقة المختلفة التي تتعامل بها السلطات الإسرائيلية مع سكان القدس من اليهود الذين يستطيعون بموجب جنسيتهم الإسرائيلية الدخول إلى القدس والخروج منها متى شاءوا والتغيب عنها كيفما أرادوا دون أن يؤثر ذلك على حقوقهم، وهو ما يعزز حسب الصحيفة الفرضية القائلة إن الهدف الأساسي من القيود الإسرائيلية هو طرد السكان الفلسطينيين من القدس، ففي الوقت الذي يصرح فيه نتنياهو بأنه يريد توحيد المدينة المقدسة، تمارس إسرائيل التمييز ضد سكانها العرب، وفي الوقت الذي يتحدث فيه أيضاً عن تعزيز القدرات الاقتصادية للأراضي المحتلة، تمنع إسرائيل السكان العرب في القدس الشرقية من تحسين فرصهم المهنية في الخارج والسماح لهم بالعودة للمشاركة في تطوير اقتصاد مدينتهم، بل إن الصحيفة تشير إلى إلغاء حقوق ما لا يقل عن 4557 فلسطينياً في القدس الشرقية في عام 2008 وحده. "أقوال بلا أفعال": انتقدت الصحفية الإسرائيلية "نيفا لانير" في مقالها بـ"هآرتس" يوم أمس الكلام الكثير والأحاديث المتواصلة التي يطلقها وزير الدفاع "ايهود باراك" دون أن تعرف طريقها إلى التطبيق، معتبرة أنها تندرج فقط في إطار التضليل ومحاولات ربح الوقت والظهور مع رئيس الوزراء نتنياهو بأنهما قادران على الصمود في وجه الضغوط الدولية، وفي هذا الإطار تقول الصحفية يمكن فهم التصريحات الأخيرة لايهود باراك التي يطالب فيها بضم زعيمة حزب كاديما، تسيبي ليفني، إلى الائتلاف الحكومي، لتخفيف العزلة الإسرائيلية على الساحة الدولية وإنعاش مباحثات التقارب مع الجانب الفلسطيني، ويبدو أن الصحيفة غير مقتنعة بهذه التصريحات؛ لأنها سبق أن روجها وزير الدفاع دون أن تفضي إلى نتائج عملية، وفي هذا السياق يشير الكاتب أيضاً إلى ما قاله وزير الصناعة التجارة والعمل "بنيامين بن أليعازر" الذي ذهب في الاتجاه التضليلي نفسه وبشر الإسرائيليين بأن ايهود باراك يعقد اجتماعات سرية مع نتنياهو تستمر إلى ست ساعات يومياً، وبأنه قادر على ممارسة نفوذ كبير عليه ويستطيع التأثير في قراراته، متسائلة: لماذا لم يبادر ايهود باراك بخطته السياسية التي تقضي بضم حزب الليكود قبل تفاقم الأحداث الأخيرة وتنامي الضغط على إسرائيل؟ "سفينة مريم": خصصت صحيفة "جيروزاليم بوست" افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي للحديث عن "سفينة مريم"، التي من المرتقب أن نبحر من لبنان إلى غزة في محاولة لكسر الحصار ولإحراج إسرائيل، وتورد الصحيفة تصريحات "سمر الحاج" إحدى الناشطات اللبنانيات على متن السفينة التي قالت إن النساء يشكلن السلاح الأمضى في وجه إسرائيل، هؤلاء النسوة الذين ينتمون إلى بلدان مختلفة مثل لبنان ومصر واليابان وفرنسا والولايات المتحدة سيقمن بتسليط الضوء على معاناة سكان غزة وإيقاظ الضمير العالمي، لكن الصحيفة تقارن بين تصريحات "سمر الحاج" المناوئة لإسرائيل والرفض الذي قوبل به طلب المطربة "هيفاء وهبي" للانضمام إلى السفينة وما يحمله هذا الرفض من دلالات، لا سيما بعد تصريح "حزب الله" أن مشاركة المغنية المذكورة بطريقتها في الغناء والإغراء ستضر بسمعة النساء المشاركات، فيبدو حسب الصحيفة أن التمييز ضد النساء وفرض قيود على حريتهن يسبق حتى كراهية إسرائيل ومناهضتها، مشيرة أيضاً إلى هيفاء وهبي باعتبارها رمز التحرر ليس فقط على الصعيد الشخصي، بل أيضاً من الهيمنة السورية على لبنان التي انتهت بخروج قواتها في عام 2005، مذكرة بالأغنية التي أدتها المطربة بعنوان "بدي أعيش" المنطوية على رغبة أكيدة في العيش بسلام بعيداً عن السيطرة السورية، كما تقول الصحيفة، فقد تزامنت الأغنية مع خروج مئات الآلاف من اللبنانيين للاحتجاج على مقتل رئيس الوزراء السابق، رفيق الحريري، وهي الاحتجاجات التي أفضت إلى ظهور تكتل "14 آذار" وخروج سوريا من لبنان. "قصة المبحوح مرة أخرى": يبدو أن تداعيات مقتل القيادي في حركة "حماس" محمود المبحوح لم تنته فصولها بعد، حيث نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في مقال لها نشرته أمس تقريراً أعدته مجلة "دير شبيجل" الألمانية توضح فيه تفاصيل عملية تزوير جواز سفر ألماني وما أثاره ذلك من حفيظة السلطات الألمانية، وأدى إلى اعتقال أحد عناصر "الموساد" في بولندا، إذ استخدم العميل الإسرائيلي، أوري برودسكي، المعتقل حالياً لدى السلطات البولندية قصة مزيفة لأسرة يهودية هاربة من النازية وعقد زواج للحصول على جواز سفر ألماني وُظف لاحقاً في عملية اغتيال محمود المبحوح في دبي، فالألمان، حسب التقرير، يعتقدون أن "ألكسندر فيرين" هو أحد الأسماء المزيفة التي استخدمها المواطن الإسرائيلي المعتقل في بولندا الذي كان مرافقاً خلال عملية الحصول على جواز السفر بشخص آخر يدعى "مايكل بودينهايمر"، الإسرائيلي من أصول ألمانية، وهو الشخص الذي كان يريد الحصول على جواز سفر ألماني باسمه، وقد نسجا الاثنين قصة محبوكة استطاعا من خلالها خداع السلطات الألمانية واستصدار جواز سفر حقيقي، فالتقرير يشير إلى أن الرجلين أخبرا محامي الهجرة أن والد "بودينهايمر" المدعو "هانز" هاجر إلى ألمانيا هرباً من الاضطهاد النازي، ولتأكيد طرحهم قدموا للمحامي عقد زواج هانز، وبعد بضعة أشهر تقدم المحامي إلى الجهات المخولة بإصدار الجوازات بكامل المستندات المطلوبة ليحصل العميل الإسرائيلي "بودينهايمر" على جواز سفر ألماني، ووفقاً لتقرير المجلة الألمانية بدأ استعداد الموساد للعملية حتى قبل تحركهم على الأراضي الألمانية، حيث كان قد اتصل رجل مسن في إسرائيل يدعى "هانز بودينهايمر" بالسفارة الألمانية في تل أبيب وطلب الحصول على جواز سفر ألماني، مؤكداً أنه ولد في ألمانيا، لكنه اضطر للهرب من النازية، وهي القصة نفسها التي رواها العميل الإسرائيلي للسلطات في ألمانيا عندما أخبرهم بأن والده يحمل الجنسية الألمانية، وبالطبع تمت الموافقة على طلب "هانز" ممهداً الطريق لحصول "مايكل بودينهايمر" على جواز السفر الألماني الذي يعتقد الأمن أنه استخدم لدخول دبي واغتيال محمود المبحوح. إعداد: زهير الكساب Summary محمدالطيب