تشكّل مكرمة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، التي تقدّم سنويّاً إلى الطلاب المتفوقين في الصفين العاشر والحادي عشر منذ عام 2006 دعماً لهؤلاء الطلبة، ورعاية لهم بالشكل الذي يصقل خبراتهم وقدراتهم وتنمية مهاراتهم، وتشجيعهم على مواصلة هذا التفوّق في مراحلهم الدراسية المقبلة. وقد نظّم مجلس أبوظبي للتعليم مؤخراً لقاءات تعريفية للطلبة المتفوقين الذين تم اختيارهم للفوز ببرنامج المكرمة للعام الجاري، البالغ عددهم 600 طالب وطالبة، الذين من المقرر سفرهم إلى كلّ من الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا وأيرلندا على دفعات اعتباراً من 30 يونيو الجاري لمدّة خمسة أسابيع. إن ما يضاعف من أهمية هذه المكرمة أنها لا تهتم بصقل مهارات الطلاب في اللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات فحسب، وبما يمكّنهم من مواصلة تعليمهم بتفوق في المراحل الدراسية المقبلة، وإنما لأنها تستهدف كذلك إكسابهم مهارات في القيادة، والاعتماد على النفس، وتعرّف حضارات الشعوب الأخرى التي سيزورونها وثقافاتها عن قرب. وفي الوقت نفسه، فإن هؤلاء الطلاب سيكونون خير سفراء لمجتمع الإمارات وثقافته وحضارته، وما يتمتع به من تسامح وتعايش وقبول للآخر. كما أن المعايير الموضوعيّة التي تستند إليها هذه المكرمة في اختيار الطلبة المتفوّقين كل عام تقدّم الحافز والدافع إلى الطلاب الآخرين للتفوق، على أمل اختيارهم في الأعوام التالية، فمن ضمن هذه المعايير ألا تقل نسبة تحصيل الطالب الدراسي عن 80%، وأن يؤخذ في الاعتبار سلوكه وأخلاقياته في المدرسة، وأن تكون له مشاركات بارزة في مختلف الأنشطة والفاعليات المدرسية، وهي معايير تأخذ في اعتبارها القدرات المعرفيّة للطلاب، وكذلك مهاراتهم الشخصيّة في التواصل الاجتماعي. هذه المكرمة السنوية التي تتزايد أعداد المستفيدين منها كل عام من طلابنا المتفوّقين تتسق مع السياسة العامة للدولة، وجوهر الاستراتيجيّة العامة لمجلس أبوظبي للتعليم الذي جعل على رأس أولوياته رعاية المتميزين والمتفوقين من الطلاب، وتشجيعهم والاهتمام بهم منذ المراحل الدراسيّة الأولى، وحتى تخرّجهم في الجامعات والمعاهد العليا، باعتبار أنهم ثروة وطنية، ورعايتهم واجب وطني، وباعتبار أن مستقبل هذا الوطن مرتبط بهم أكثر من سواهم. إن تكريم المتفوقين ورعايتهم، علاوة على أنه يلبي مطلباً تربويّاً وتعليميّاً ونفسيّاً واجتماعيّاً وأسريّاً مهمّاً لدى الطلاب، كونه يتفق مع توصيات خبراء التربية بشأن ضرورة اكتشاف المواهب والمتفوّقين دراسيّاً في سن باكرة حتى يمكن توجيهها إلى المجالات التي تتميز فيها، من أجل تعميق الاستفادة منها، فإنه يستجيب كذلك لهذه المرحلة المهمّة التي تشهد فيها الدولة تطورات وتحولات جذريّة في ميادين الحياة كافة، ورهانها الأول في ذلك موارد بشرية نوعية تقود هذا التحول. إن مكرمة سمو ولي عهد أبوظبي السنوية للطلبة المتفوّقين لا تنفصل عن مبادراته المهمّة الأخرى، التي تستهدف تشجيع المبدعين في المجالات المختلفة، كالقرار الذي أصدره سموه نهاية الشهر الماضي بتخصيص مكافآت ماليّة للفائزين من شباب الوطن الذين يحقّقون مراكز متقدمة، ويحرزون ميداليات في "مسابقة المهارات الدولية" التي تنظم كلّ عامين على مستوى العالم، وهذا يتسق مع التوجّه العام لقيادتنا الرشيدة في الاهتمام بالمتفوقين ورعايتهم وتوفير البيئة المناسبة لهم لإطلاق طاقاتهم، وتنمية إبداعاتهم في مختلف مواقع العمل والإنتاج.