لا تتيح اليوميات الصعبة وظروف الفقر المريرة فرص حياة أفضل أو أسهل من العمل المضني المتواصل في الحقل بالنسبة لهذه الفلاحة الفلسطينية، التي نراها هنا منهمكة في جمع حبات الخيار من حقلها بمنطقة جنين، بهدف تجميعها وتجهيزها للتسويق لعل وعسى تسمح الإغلاقات والحواجز الإسرائيلية المزاجية بتمريرها إلى السوق لكي تباع هنا أو هناك في مختلف بلدات ومدن الضفة الغربية. وبعد البيع تنتظر الثمن البسيط العائد من عملية التسويق المحفوفة بالعراقيل لائحة طويلة عريضة من الاحتياجات والضروريات لها ولأفراد الأسرة، تعلل النفس بأن تتم الاستجابة للحد الضروري منها على الأقل. وطبعاً ضمن لائحة ميزانية ما بعد البيع تأتي المواد الغذائية والوقود والدواء، وإن أمكن شراء بعض لوازم الحقل. ولمَ لا تتمادى في الحلم، فقد يفيض أيضاً نزر قليل، فتشتري لأبنائها وأحفادها بعض الكماليات، كالألعاب مثلاً. ونظراً لانعدام موارد دخل أو عمل أخرى يعاونها أيضاً في الحقل بقية أفرد الأسرة، لأن حقل "الخيار" هو الخيار الوحيد المتاح، للحياة الإنتاجية النشطة بالنسبة لهذه الأسرة، ولعدد كبير آخر من سكان البلدة.