أعتقد أن مقال الدكتور خالد الدخيل، "الرؤية السياسية لمحمد بن عبدالوهاب"، مقال ذو أهمية نوعية؛ ليس فقط لكونه يحدد مصدري البحث في رؤية بن عبد الوهاب، وهما نتاجه المكتوب حول المسألة السياسية نفسها، ودوره في تأسيس الدولة السعودية الأولى... لكن أيضاً لأنه يحز المفصل في نظرة بن عبد الوهاب إلى ما بين الدين والسياسة من اتصال وانفصال. فبالطبع لا يمكن إنكار ما للدولة من وظائف شرعية، ولا ما يتوقف من تطبيق الشرع على وجود الدولة... لكن مع ذلك نلاحظ أنه كان لابن عبد الوهاب وغيره من فقهاء تلك المرحلة وعي عميق بخصوصية مجال اشتغال القائد السياسي واختلافه بالضرورة عن مجال اشتغال الفقيه، لذلك لم نجد أحدا من الفقهاء تصدى مباشرة أو انتدب نفسه إلى دور سياسي مباشر يجعله يحل محل القائد السياسي أو حتى ينافسه على دوره. وهذه ملاحظة هامة يمكن أن يترتب عليها الكثير فيما يخص إعادة قراءة التاريخ، فضلا عما يتصل بمراجعة العلاقة بين الديني والسياسي في واقعنا العربي العام. جمال عيسى -الدوحة