إذا صحت الأنباء التي قرأناها في بعض الصحف العربية مؤخراً حول قيام الجماعات الصومالية المتطرفة بمنع مشاهدة مباريات المونديال في المناطق الخاضعة لسيطرتها، فذلك سلوك يقدم دليلا آخر على مدى التشدد الأعمى الذي يميز هذه الجماعات ويدفعها بعيداً عن روح الإسلام العظيمة ومقاصده السامية وتعاليمه السمحة. فما من وجه في الشريعة الإسلامية، ولا في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأعمال خلفائه الراشدين، أو في تاريخ السلف الصالح... لأي نوع من فرض السلطان وإعمال القهر ضد اختيارات الأفراد وتفضيلاتهم الشخصية، خاصة فيما لا يترتب عليه ضرر عام أو أي نوع من البلبلة أو أعمال الإثارة. فأن يشاهد المرء مادة تلفزيونية في بيته، وأن يحلق ذقنه، أو يخرج للنزهة، أو أن يفضل لوناً دون آخر، أو ثوباً على آخر... فهذا مما يدخل في باب الخصوصيات الشخصية التي لا يجوز شرعاً التدخل فيها أو محاولة التأثير عليها من أي كان. أما ما يفعله هؤلاء فهو انحراف بيّن عن الشرع، وتطرف ليس له أي مدرك في تعاليم الإسلام ومقاصده، وتعالى الله عن أفهامهم الضيقة. سامي محمد -القاهرة