أتفق مع معظم ما ذكره مقال د. صالح عبدالرحمن المانع: "الهيمنة الإسرائيلية على السياسة الأميركية"، وذلك لأن التأثير القوي الذي ظل يمارسه اللوبي الصهيوني الموالي لإسرائيل على سياسات واشنطن طيلة العقود الماضية تحول مع مرور الوقت إلى عبء ثقيل على السياسات الأميركية، وعلى المصالح الأميركية أيضاً. وفيما يعني علاقات منطقتنا العربية والإسلامية مع الولايات المتحدة لاشك أنها كانت هي الأكثر تضرراً من ممارسات ذلك اللوبي، الذي ما فتئ يتفنن في افتعال المشاكل بيننا وبين أميركا، وفي إقناع الطبقة السياسية الأميركية الحاكمة بتغليب مصالح كيان الاحتلال الضيقة على مصالح الولايات المتحدة الواسعة في المنطقة. وفي نظري أن توجهات إدارة أوباما الراهنة تشكل بداية انعطاف محسوسة لتوجهات السياسة الأميركية نحو تبني مواقف أقل انحيازاً لإسرائيل وأكثر توازناً وعقلانية تجاه المنطقة. ولكن ينقص هذه التوجهات الجديدة القليل من وضع النقاط على الحروف لإفهام الغاصبين الصهاينة أن مصالح الدولة العظمى أهم بكثير من حسابات كيانهم الاحتلالي الصغيرة. وبالتالي فإن عليهم أن يفهموا أن واشنطن لا تستطيع الاستمرار في دعمهم وهم يمعنون في التنكر للشرعية الدولية، ويرتكبون أشنع الممارسات المجرَّمة بموجب كافة قوانين الأرض وشرائع السماء. جمال عبدالله - الرياض