أتفق مع معظم ما ذكره رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي في مقاله: "ديمقراطية العراق... على مفترق طرق!"، وذلك لقناعتي الشخصية الآن بأن أمام بلاد الرافدين أحد طريقين، لأنها تقف الآن فعلاً على مفترق طرق، فإما أن تمضي التجربة في اتجاه ترسيخ الديمقراطية وحكم القانون، والتعايش في سلام واستقرار، وإما -لا سمح الله- أن تنتكس التجربة، وتعود الأحوال إلى المربع الأول، حيث سيكون الجميع خاسرين، نتيجة عدم الاستقرار، واحتمال عودة الاحتقان والعنف. ولا شك أن انتخابات مارس الماضي أشارت إلى أن الشعب العراقي قال كلمته بوضوح وهي أنه يريد الديمقراطية الحقيقية، ولا أدل على ذلك من مجازفة الناخبين بحياتهم وتحديهم قوى العنف والظلام وذهابهم إلى صناديق الاقتراع لأداء واجبهم الانتخابي. وإذا كان الشعب العراقي قد أدى ما عليه، وعبر عن إرادته وخياره، فإن على الطبقة السياسية أن تؤدي أيضاً ما عليها، لأن أمامها الآن طريقاً واحداً فقط، هو أن تسرع في حل خلافاتها، وملء الفراغ السياسي، من أجل التفرغ للعمل الوطني بهدف تعويض عشرات السنوات من التنمية والبناء التي ضاعت على العراق نتيجة الحروب وعدم الاستقرار خلال العقود الماضية. سليمان عبد الرزاق - دمشق