ليسوا مشردين بلا بيوت، بل تركوا بيوتهم قائمة ولجؤوا إلى المبيت والنوم على الرصيف هرباً من الحر الذي اتفقوا على أنه لا يطاق داخل بيوتهم. فهؤلاء مجموعة من سكان مدينة كراتشي الباكستانية ينامون على أحد أرصفة شوارعها، وكانوا لا يزالون نياماً قبل شروق الشمس وعقب ليلة اشتدت حرارة الجو فيها، وشهدت انقطاع التيار الكهربائي. فقد غرقت كراتشي في ظلام دامس عندما حدث عطل في محطة "كورانجي" التي تولد 220 ميجاوات من الكهرباء، بسبب ضغط الغاز المنخفض، كما أعلن مسؤولو المحطة. لقد لجأ الرجال إلى استخدام الأسرّة المتحركة، وما خف من فراش وغطاء، وربما تخلوا عن بعض ملابسهم مقابل نسمة هواء قد يتصادف أن تخترق جواً كهذا؛ خانق بالحرارة والرطوبة. أما الأطفال والنساء فلا وجود لهم هنا على رصيف الهاربين من الحر، إذ الواضح أن قيود الحياء والتقاليد الاجتماعية حبستهم في بيوت غابت عنها الكهرباء، وأعمرها الحر، وغادرها الرجال كذلك!