"زوبعة كأس العالم"... والعقوبات الجديدة على إيران "غير كافية" أصداء كأس العالم لكرة القدم التي انطلقت أمس في جنوب أفريقيا، وما بعد العقوبات الجديدة على إيران، ومدى نجاعتها، وهل لا تزال غير كافية لمنع طهران من حيازة السلاح النووي...موضوعات نسلط عليها الضوء، ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. "زوبعة كأس العالم" بهذه العبارة، عنونت "لوس أنجلوس تايمز"افتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي، لتنغمس في غمار كأس العالم لكرة القدم. الصحيفة أشارت إلى أن عدد الأطفال الأميركيين الذين يمارسون لعبة كرة القدم في ازدياد، وحتى الهواة والمشجعين باتوا يملأون الملاعب والاستادات، وتوقعت الصحيفة أن يشاهد الأميركيون مباراة منتخبهم في المونديال الذي انطلق أمس في جنوب أفريقيا، وأيضاً مباراة منتخب المكسيك الذي لعب مباراة الافتتاح مع نظيره الجنوب أفريقي. شعبية كرة القدم في الولايات المتحدة تنامت بسرعة، وذلك منذ أن استضافت أميركا مونديال 1994. وبخصوص البث التليفزيوني لمباريات المونديال، فإن شبكة ESPN وUnivision قد دفعت للفيفا 425 مليون دولار للحصول على حق بث مباريات كأس العالم الحالية وكأس العالم 2014 داخل الولايات المتحدة، علما بأن عدد الأميركيين الذين شاهدوا مباريات كأس العالم2002 قد تضاعف قياساً بعدد المشاهدين في مونديال 2006، وتتوقع شبكة ESPN أن يزداد عدد المشاهدين هذه المرة (مونديال 2010) بنسبة 25 إلى 50 في المائة. الصحيفة تقول إن المنتخب الأميركي لكرة القدم حاز على احترام العالم، حيث بات تصنيفه الآن في المرتبة الرابعة عشرة في قائمة المنتخبات العالمية، بعد أن كان ترتيبه الخامس والثلاثين قبل 15 عاماً فقط. "أبعد من الملاعب": اختار "باري بيراك" عبارة (آمال أبعد من الملاعب) عنواناً لتقريره المنشور أول أمس في "نيويورك تايمز"، ليرصد أجواء مونديال جنوب أفريقيا، مشيراً إلى أن كأس العالم لكرة القدم هي الحدث الأكثر مشاهدة في كافة أرجاء المعمورة، وجنوب أفريقيا تواقة إلى أن تظهر بشكل جيد خلال هذه التظاهرة الرياضية الضخمة، خاصة وأن الكاميرات ستكون مُسلطة على الملاعب الجديدة وعلى المنظر البانورامي في كيب تاون والمناظر الطبيعية والحيوانات البرية، وتتجاهل معاناة الفقراء. ما يتوقعه الجنوب أفريقيون من المونديال اعتراف عالمي وواجهة تتحدى التشاؤم بعد أن تم تدشين الملاعب الجديدة في الوقت المناسب، وشعور طيب تجاه بلد بات يشع منه الطموح بعد أن كان مصدراً للخطر. وحسب "بيراك" فإنه قبل 16 عاماً من الآن، أدى نيلسون مانديلا القسم كرئيس لجنوب أفريقيا، معلناً أن بلاده باتت الآن "بلد قوس قزح" أي تضم بشراً من مختلف الألوان والأعراق ويعيش مواطنوه في انسجام وتجانس. الجنوب أفريقيون يأملون الآن، في نقطة تحول تأتي هذه المرة عن طريق كرة القدم، اللعبة الأكثر تفضيلاً لدى السود، والناس في جنوب أفريقيا لا يأملون في أن تفوز بلادهم بالمونديال، بل يأملون في أن يسفر النجاح في تنظيم هذا الحدث الرياضي عن فوز الحزب الحاكم في الانتخابات المقبلة. جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا قال إن المونديال هو أكبر فرصة تسويقية لبلاده، حيث سيوفر هذا الحدث مساحة للإعلان عن مشروعات ضخمة والاستعداد لتفعيل مزيد من الديمقراطية. لكن ثمة مخاطر تتمثل في أن البلاد عرضة للجريمة وإضرابات العمال، ناهيك عن ضعف مستوى البنى التحتية في المدن. الإنجاز الأول لأوباما تحت عنوان "مزيد من العقوبات على إيران"، نشرت "واشنطن بوست" يوم الخميس الماضي افتتاحية استنتجت خلالها أن قرار مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات جديدة على إيران، يعد أول إنجاز لإدارة أوباما. وحسب الصحيفة فإن الرئيس ومساعديه نجحوا في التغلب على رفض الصين وروسيا لفرض عقوبات إضافية على طهران، لكن ما يعد نجاحاً أميركيا أمر ليس نادراً، ذلك لأن إدارة بوش نجحت خمس مرات سابقة في تمرير قرارات من مجلس الأمن، من بينها ثلاثة قرارات تفرض عقوبات على طهران... السؤال المطروح الآن، مؤداه: ما إذا كان الضغط الدولي قوي بما فيه الكفاية لثني النظام الإيراني عن سعيه إلى حيازة سلاح نووي، وبمعنى آخر، هل سيكون انتصار الإدارة الأميركية أكثر من مجرد مكسب دبلوماسي؟ الصحيفة تقول: يبدو أن ثمة ما يدعو للشك، ذلك لأنه على الرغم من مقولة لأوباما مفادها أن العقوبات الجديدة هي الأشد على إيران، فإن تلك العقوبات تفتقر إلى معايير وضعها أوباما، على سبيل المثال ليس هناك من بين الشركات الإيرانية الأربعين التي تشملها العقوبات أي شركة تعمل في قطاع الطاقة، كما أن روسيا ستواصل دعمها للمفاعل النووي الإيراني وستعزز الصين استثماراتها في مصافي وحقول النفط الإيرانية. صحيح أن ثمة عقوبات من خلالها يتم فرض حظر على بيع الأسلحة الثقيلة إلى إيران، لكن هذا لا يشمل أنظمة صواريخ الدفاع الجوي التي تعهدت روسيا مؤخراً بتسليمها لطهران. الإدارة الأميركية تأمل في أن لغة القرار الفضفاضة والغامضة أحيانا، حول الطاقة والتأمين والتدفقات النقدية ستشجع الاتحاد الأوروبي وبعض الحكومات الصديقة على تطبيق معايير أكثر فعالية لتطبيق القرار. لكن هل هذا كله كاف لإجبار إيران على القبول بتجميد تخصيب اليورانيوم، وهذا الأخير مطلب ترفضه طهران منذ أربع سنوات، أو أن تقبل الدخول في مفاوضات؟ صحيح أن إيران- كما يقول أوباما- لن تغير سلوكها بين عشية وضحاها، لكنها في الوقت ذاته من المحتمل أنها تواصل السير في اتجاه حيازة سلاح نووي. عقوبات غير كافية بهذه العبارة، عنونت "لوس أنجلوس تايمز"افتتاحيتها يوم الخميس الماضي، استنتجت خلالها أن العقوبات الجديدة على إيران تنطوي على رسالة، لكنها أبعد ما تكون من إضعاف طهران، والغرب في حاجة إلى مواصلة الانخراط مع إيران في حوار دبلوماسي. وحسب الصحيفة: صحيح أن قرار الأربعاء الفائت كان هو الأشد على طهران، كونه يستهدف مصالحها العسكرية والمالية، ويعكس وجود قناعة لدى الدول الكبرى بأن إيران يجب ألا تطور سلاحاً نووياً، لكن من غير المحتمل أن تكون العقوبات الأخيرة أكثر فاعلية من الجولات الثلاث الرامية لإقناع طهران بوقف تخصيب اليورانيوم. القرار لم يتضمن حظراً على بيع النفط الإيراني الذي يشكل 75 في المئة من مداخيل البلاد. كما أن القرار لا يعرقل التجارة العادية لإيران، والتي تهم شركاءها التجاريين كالصين وروسيا. الصحيفة لفتت الانتباه إلى أن الأعضاء الخمسة دائمي العضوية في مجلس الأمن يتركون الباب مفتوحاً أمام الحوار مع طهران، لكن عاماً كاملاً من النهج الدبلوماسي لم يسفر عن أي شيء سوى العقوبات، وهذه الأخيرة من المحتمل أن تعرقل العمل الدبلوماسي لأشهر عدة، وذلك في وقت تقول فيه طهران إنها لن تتراجع عن موقفها. الصحيفة تنصح إدارة أوباما وحلفاءها بمواصلة الحوار مع طهران، لأن الخيارات الأخرى خطيرة، والضربة العسكرية لا يمكن الدفاع عنها، وفي الوقت نفسه ستكون "إيران النووية" مصدراً لعدم الاستقرار الإقليمي. إعداد: طه حسيب