The Atlantic مواطنو الإنترنت ونهاية الرجل -------- اشتمل العدد الأخير من مجلة The Atlantic التي تصدر عشر مرات في العام عن مجموعة "اتلانتيك مونثلي جروب"، ومقرها بوسطن، على العديد من الموضوعات المهمة، فتحت عنوان "إجراء تعداد سكاني على الإنترنت"، يرى "باتريك أبيل" أن الخلاف بين مواطني العالم الافتراضي والعالم الواقعي هو اختلاف جيلي. ويؤكد على وجهة نظره هذه بالاستشهاد بنتائج مسح أجرته مؤسسة "بيو" للأبحاث تبين من خلاله أن 93 في المئة من مستخدمي الإنترنت من الشباب ينتمون إلى الفئة العمرية بين 18 و30 سنة، في حين أن نسبة من يستخدمون الإنترنت من كبار السن في الفئة العمرية 65 فما فوق لا تزيد عن 38 في المئة. ويذكر الكاتب اختلافات أخرى، فيقول إن مواطني العالم الافتراضي أفضل تعليماً، وأكثر بياضاً ( أي انتماءً للبيض)، وأكثر ثراءً من المواطنين العاديين في العالم الواقعي، كما أنهم أكثر فعالية وانخراطا في الشؤون السياسية، ما يعني أن الموضوعات والخيارات السياسية التي يفضلها الشباب الأثرياء، البيض، المتعلمون... تحصل على قوة جذب على شبكة الإنترنت تفوق تلك التي يمكن الحصول عليها في أي مكان آخر. وتحت عنوان "نهاية الرجل"، تقول "هانا روزين" إن النساء في بداية العام الحالي صرن يشكلن الغالبية العظمى من قوة العمل في الولايات المتحدة، وهو ما يحدث للمرة الأولى في تاريخها. فمعظم المديرين الآن غدوا من النساء. وفي مقابل كل رجلين حاصلين على مؤهل عال هناك 3 نسوة. وتقول الباحثة أيضا إن نضال المرأة التاريخي الذي كان ينظر إليه على أنه نضال من أجل المساواة مع الرجل، تحول إلى نضال من أجل تعزيز المكانة وإحكام السيطرة، بعد أن مالت الكفة لمصلحتهن، وأصبح الرجل هو المطالب بالكفاح من أجل المساواة بالمرأة لأول مرة في التاريخ، وذلك بعد أن أصبح العالم الحديث، وما بعد الصناعي، أكثر ملاءمة للمرأة منه للرجل وهو ما ستترتب عليه تغيرات ثقافية غير مسبوقة. "وجهات نظر": الماركسية والعنصرية ------ في العدد الأخير من شهرية "وجهات نظر"، نطالع دراسة حول "دولـة الفصـل العنصري الأخـرى"، يقارن كاتبها رونــــي كاســرلز بين إسرائيل وجنوب إفريقيا، ويقتبس في هذا الصدد كلمات لافتة لشخصية جنوب إفريقيا قالت قبل 49 عاماً: "لقد أخذ اليهود إسرائيل من العرب، بعد أن عاش العرب هناك ألف عام. إن إسرائيل مثل جنوب إفريقيا، دولة فصل عنصري". وتلك الشخصية هي مهندس ومؤسس نظام الآبارتايْد ذاته، رئيس الوزراء العنصري هندريك ?يروُرد، وكان يومها ساخطاً على الامتعاض الدولي المتصاعد بسبب مذبحة "شارپ?يل" بحق المواطنين الأفارقة؛ بينما يقدم الغرب، في نفس الوقت، دعمه غير المشروط لإسرائيل الصهيونية. وتحت عنوان "نهـــاية الناشـــر... الذي نعــــرف"، يستشرف جيسون إبستاين آفاق الثورة الجديدة في عالم النشر، مستعيناً في ذلك بخبرته كمدير لإحدى دور النشر الشهيرة طيلة أربعــين عاما كاملة، وكونه أحد الذين أنشأوا مؤســســة غيــر ربحيـة تستهدف تسويق الكلاسيكيات الأميركية، فضلا عن أنه الفائز بأول نسخة من "الجائزة القومية للكتاب" في الولايات المتحدة. أما وليد محمود عبد الناصر فيفتح "ملــف أول تجربة ماركسية عربية"، وهي تجربة "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" التي انتهت مع قيام الوحدة اليمنية عام 1990، وكانت اليمن الجنوبي آخر وأول دولة في العالم العربي تتبنى رسمياً الماركسية كأيديولوجية ونظام سياسي وكنمط تحالف دولي وإقليمي بعيد خروج المحتل البريطاني منها عام 1967. ويتناول الكاتب تجربة 23 عاماً في الجنوب اليمني، منذ الاستقلال وحتى الوحدة، وتحديداً كيفية عمل ذلك "النموذج" الماركسي في منطقة شديدة الحساسية على صعيد الاستراتيجية الدولية، خاصة في زمن الحرب الباردة. كما يتساءل حول طبيعة النظام السياسي الذي نشأ في الجنوب، في مجتمع كان مازال للانتماء والولاء القبلي فيه دور كبير وأساسي.